ما أن أعلن العراق رسميا مقتل من يعرف بأنه مسؤول "ولاية العراق" في تنظيم داعش الإرهابي، المدعو معتز الجبوري بضربة جوية للتحالف الدولي داخل الأراضي السورية، حتى ظهرت فظائع تلك الشخصية الداعشية التي خلفت وراءها موتاً ودماراً وخرابا.
فقد كان الجبوري، مهندس القتل لدى داعش ومنفذ أفكار التنظيم، بما يخترعه من أساليب وحشية لتنفيذ عمليات القتل، والتي كانت سمته الأبرز منذ ظهوره قبل سنوات، بحسب ما أفادت مصادر للعربية.نت
وكان جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أعلن في بيان له قبل يومين مقتل معتز نومان عبد نايف نجم الجبوري، المُكنى "حجي تيسير"، المعروف لدى التنظيم بما يسمى "والي العراق"، وذلك إثر ضربة جوية نفذها طيران التحالف الدولي في منطقة دير الزور شرقي سوريا.
كما أوضح الجهاز، أن القتيل كان يشغل منصب معاون زعيم تنظيم داعش الإرهابي لشؤون الولايات، ومسؤول عن التخطيط والتنسيق للعمليات الإرهابية الخارجية.
وتأتي أهمية موته لاعتباره الرجل الثالث في داعش،، إذ كان مقربا جدا من زعيم التنظيم الجديد "عبدالله قرداش".
فمن هو الجبوري؟
في حديث خاص له مع "العربية نت" ، أفاد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة فاضل أبو رغيف، بأن الجبوري كان طالبا جامعيا ذا شخصية منفتحة، إلا أن جماعات مسلحة غررت به فانقلب فجأة إلى حال آخر تماما. وأضاف أن "حجي تيسير" هو من عائلة عبد نايف الجبوري، وهذه العائلة بكل أفرادها تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي وتؤمن بأفكاره.
كما اشار إلى أنه من مواليد عام 1984 في محافظة صلاح الدين، والدته تدعى فانوس محمد ضيف، أما زوجته فهي سحاب عبد تركي.
بدأ الجبوري حياته في محافظة صلاح الدين قضاء الشرقاط الساحل الأيسر لقرية هيجل الصغير( الشيخ حمد). وقبل مقتله، تنقّل بين العراق وسوريا.
في سوريا، استقر في الحسكة، وبعدها انتقل إلى ريف إدلب، فاستقر في بلدة سلقين مع عائلته وإخوته، وهم شفيق نومان عبد نايف، وهو اليد اليمنى لمعتز الجبوري، والثاني صلاح نومان عبد نايف الذي كان يتنقل معه في جميع رحلاته، ويقال إنه حارسه الشخصي.
التحق الجبوري بالتنظيمات الإرهابية عام 2006، فانتمى لما يعرف بـ "تنظيم التوحيد والجهاد"، ثم انتقل إلى تنظيم داعش عام 2008، لأنه وبحسب المعلومات وجد فيه مبتغاه من عمليات القتل والتفخيخ، فقد عرف بأنه مهندس القتل الداعشي في هذه المناطق، فبدأ بصنع عبوات التفجير بأنواعها وهو ما قرّبه من قادة التنظيم.
تأثره الكبير بعمه
ثم انتقل بحسب الخبير، في عام 2011 إلى العمل مع عمه القيادي نعمة عبد نايف، والملقب بـ "أبي فاطمة"، والذي قتل إثر قصف جوي من قبل قوات التحالف عام 2015 حين كان يشغل منصب والي كركوك العسكري، بحسب مسميات الدواعش.
ووفقا لأبجديات التنظيم، ناصر الجبوري الولايات الأخرى، فأرسل مقاتلين وعبوات ناسفة ومفخخات من كركوك إلى صلاح الدين وذلك قبل تحرير الموصل.
كما اعتلى مناصب هامة في التنظيم بسبب قدراته، فقد استلم منصب وزير التصنيع منذ عام 2014.
في 2018، انتقل معتز لمنصب جديد، فكان العسكري العام للخلافة لكل الولايات، وقبل مقتله بفترة قصيرة استلم منصب والي العراق.
إلى ذلك أشار أبو رغيف إلى أن مقتل الجبوري لن يكون ذا تأثير كبير على تنظيم داعش، لأن الأخير يعتمد على الجماعة لا الأفراد، فمقتل الجبوري يعد خسارة كبيرة لا انتكاسة.
إعادة تموضع
وفي السياق كشف الخبير، أن خليفة البغدادي الزعيم الجديد لداعش عبدالله قرداش، كان أرسل قبل 3 أشهر الجبوري ليجتمع مع بقايا التنظيم في قواطع أعالي الفرات ودجلة وصلاح الدين، وقد أثمرت هذه الاجتماعات عن أعمال إرهابية في تلك المناطق، بينها عمليات اغتيال وقنص.
45000 عراقي تسبب بقتلهم
وقدر أبو رغيف أن مجموع من قتلوا على يد نعمة عبد نايف وابن أخيه معتز الجبوري بحوالي 45000 عراقي، حيث كانا مسؤولين عن كل المفخخات والعبوات والعمليات الانتحارية التي كانت تضرب مدن بغداد وصلاح الدين والأنبار ونينوى وكركوك وديالى، مضيفا أن معتز الجبوري كان مسؤولا عن كل عمليات التنظيم التي كانت تنطلق من أماكن تواجد عناصر داعش قبل استلامه منصب والي العراق.
إلى ذلك قال إن مقتل الجبوري أبعد العراق عن سيناريوهات دموية أخرى كانت سيعيشها بسببه.