لا يحتاج الآلاف من المدنيين سواء في العراق أو سوريا على أدلة لمعرفة هول الفظائع التي ارتكبت خلال سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلدين. فهم اكتووا بنار جرائمه، عاشوها، رأوها بأم العين، فقدوا اخوة وجيرانا، وأصدقاء، شنقاً وذبحا وبالرصاص الحي، وشتى أنواع القتل فظاعة.
إلا أن هذا الألم لا بد أن ينطفئ، ولربما العدالة أنجع سلاحا لإطفائه.
أكثر من مليوني سجل مكالمات
ففي تطور جديد قد يقرب أهل الضحايا من تحقيق العدالة، أعلن فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة أنه حقق "تقدماً ملحوظاً" في جمع مصادر جديدة لأدلة بالعراق ضد داعش، تضمنت أكثر من مليوني سجل مكالمات، ما سيعزز القضايا ضد مرتكبي الجرائم لا سيما ضد الأقلية الأيزيدية عام 2014.
إلى ذلك، أفاد الفريق أيضا بإحراز تقدم في تحقيقاته في عمليات القتل الجماعي لطلاب وعسكريين عزل في أكاديمية تكريت الجوية في يونيو/ تموز عام 2014، والجرائم التي ارتكبها الدواعش في الموصل بين عامي 2014 و2016.
وفي تقرير لمجلس الأمن الدولي، بحسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس، قال فريق التحقيق إنه يواصل العمل مع الحكومة العراقية بشأن التشريعات التي ستسمح للبلاد بمحاكمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، التي ارتكبها التنظيم.
كما جاء في التقرير "في الأشهر الستة المقبلة، سيواصل الفريق عمله مع الحكومة العراقية للاستفادة من هذه الفرصة بهدف ضمان بدء الإجراءات المحلية على أساس الأدلة التي جمعها الفريق".
يشار إلى أن التنظيم الإرهابي تكبد عام 2017 هزيمة ساحقة في المناطق االعراقية التي سيطر عليها، والتي امتدت في السابق إلى ثلث العراق وسوريا، لكن مقاتليه ما زالوا يشنون هجمات في بعضها.
داعش يطل برأسه
وقبل يومين أطلقت القوات العراقية عملية أسود الجزيرة لتفتيش صحراء الجزيرة شمال محافظة الأنبار وجنوبي محافظة نينوى وغرب محافظة صلاح الدين وصولاً إلى الحدود الدولية مع سوريا. وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان لها الأحد أن "العملية بإشراف قيادة العمليات المشتركة وستشمل وادي الثرثار، مطار جنيف، سنيسله، جبل المنايف سحول راوه، الشعباني، طريفاوي، وادي العجيج، تلول الطيارات".
أما في سوريا فقد شهدت الأيام الماضية أيضاً حراكاً للتنظيم، إذ أعدم في يومين 11 شخصاً بالرصاص في شرق سوريا، غالبيتهم من المقاتلين الموالين للنظام، وفق ما أفاد، الاثنين، المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن داعش أعدم عناصر من الميليشيات الموالية للنظام في بادية دير الزور، وأن "الجثث تم العثور عليها فجرا على طريق مدينة دير الزور والعاصمة دمشق، في جنوب غرب محافظة دير الزور".