هدّدت كتيبة "ثوار طرابلس" بالانسحاب من جبهات القتال، في صورة عدم الإفراج عن اثنين من قياداتها، اعتقلتهما "قوة الردع" التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية، في خطوة تمثل بداية تمرّد في صفوف قوات الوفاق.
وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصادر، إن "قوة الردع"، اعتقلت فجر اليوم الأربعاء، أدهم ناصوفي وهاني مصباح، وهما من قيادات الصف الأول بكتيبة "ثوار طرابلس"، أقوى ميليشيات العاصمة طرابلس، وذلك على خلفية تدوينات معادية لتنظيم الإخوان ومنشورات تهاجم وزير الداخلية فتحي باشاعا، بينما تحدثت مصادر أخرى أنه تم القبض عليهما بناء على شكوى من "مجلس شورى بنغازي" المصنّف تنظيما إرهابيا، بتهمة الخيانة، عقب انسحاب الميليشيات التي يتولان قيادتها من محوري القبائلية والساحة الحمراء، ما تسبّب في مقتل عدد كبير منهم، وسيطرة الجيش الليبي على المحاور.
وأضافت أن الاعتقال تسبب في حالة احتقان وتوتر في صفوف ميليشيات طرابلس، التي أمهلت "قوة الردع"، ساعات لإطلاق سراح القياديين التابعين لها أو الانسحاب من محاور القتال.
خلافات حادة
وفي الفترة الأخيرة، تصاعدت حدّة الخلافات بين ميليشيات طرابلس ووزير الداخلية فتحي باشاغا المحسوب على ميليشيات مصراتة التي تمثل تنظيم الإخوان، وذلك بعدما هاجم باشاغا الميليشيات الطرابلسية واتهمها بالفساد وباستغلال النفوذ والابتزاز والتآمر ضد وزارة الداخلية واختراق جهاز المخابرات واستخدامه ضد مؤسسات الدولة، كما هدد بملاحقتهم قضائيا، وخص باشاغا بالذكر "ميليشيا النواصي".
فسح المجال للإخوان
ورأى مراقبون أن باشاعا منذ توليه منصب وزير الداخلية، استهدف بشكل متكرّر ميليشيات طرابلس، وهدفه تفكيكها وإنهاء سيطرتها على مؤسسات الدولة خاصة المالية منها، لفسح المجال أمام ميليشيات مصراتة الموالية للإخوان، للاستحواذ على السلطة ومراكز القرار في العاصمة طرابلس.
ولا يحظى باشاغا، الذي تنحدر أصوله من مدينة مصراتة، بعلاقات جيدة مع أغلب قادة الميليشيات المسلحة في طرابلس، لكنه مسنود من ميليشيات مصراتة التي بدأت بتقوية ذراعها العسكرية في العاصمة طرابلس منذ التحاقها بمعركة العاصمة في أبريل لمنع الجيش الوطني الليبي من استعادتها، وذلك بعد 4 سنوات من طردها منها من قبل "الميليشيات الطرابلسية" المعادية للإخوان.