لا يوجد أنسان طبيعي يستطيع أن يكون ديكتاتور
أو حتى يصادق .. يرافق .. يصاحب هكذا طاغوت
فمن عادة الطغاة رفقة الاجانب والغرباء
على صحبة أبناء وطنه كما قال ذلك
أبناء أثينا وأسبارطة من ألاف السنين
وعليه تجده يقرب الغريب ويغرب القريب
فـ ضيوف موائده أغلبهم غرباء
ولا يبتهج ألا فيهم ومعهم ومن خلالهم
وفلسفة في هذا: إنه غريب بلا جذور
مهما أمسى ومهما أصبح لا يمكنه التغيير
إذن: لا خطر يلوح بالأفق منه
كما هو حال أبن الوطن؟!
الطغاة هم ذاتهم من آلاف السنين ؟!
الطاغوت هو زاته منذ أول طاغية إلى اليوم
عدو الشعب ومذله ..محبط همته وروحه
عن طريق دعمه لـ اللصوصية
والجاسوسية - النميمة والشك والريبة
بين أبناء الوطن الواحد ليبقى كرسيه
وعرشه مستقراً وبعيداً عن الخطر ؟!
الدكتاتور قبل آلاف السنين هو نفس طاغية
هذا الزمان لا يقدم لأغلب شعبه ألا الذل والظلم
ويدفعهم دفعاً إلى أهدار الكرامة من أجل الحصول
على قوت يومهم ولقمة لإطفالهم أو من يعيلونه ؟!
الطاغوت هو - هو من يحارب أبناء الوطن النجباء
والمخلصين والشرفاء ويستبدلوهم بـ حفنة من المرتزقة
وأصحاب النفوس الدنئية - الوضيعة ليتحكموا بمصائر الأحرار
فـ يمعنون بإذلالهم - استعبادهم حتى يعتادوا على الهوان ؟!
وهم ذاتهم من يوقدون نيران الغربة في جسد مواطنيه داخل أوطانهم
لـ يخلق بين المواطن - الوطن فجوة كلما ضاقت ضاق الحبل على عنقه
لذا تجد نافخو كيره يحرصون كل الحرص على توسعة تلك الهوة ؟!
نحتاج لقياديين يفسح لهم المجال
ليعملوا ما يؤمنون به لا ما يملا عليهم ؟!
ومن عادة أصحاب القرار بالأنظمة الشمولية
عدم استساغة ذي كرامة أو شريفا بروح عالية
أو حتى صاحب شخصية مستقلة..؟!
فالطغاة يقضون على البارزين من الرجال
وأصحاب العقول الناضجة في البلاد ..
ويستأصلون كل من حاول أن يرفع رأسه
ويمنعون انشاء مؤسسات الدولة أو الجمعيات الإهلية
وأن وجدت قتلوها بـ البيروقراطية والروتين الحارق
القاتل فـ تموت وهي واقفة على ساقيها ؟!
كما أنهم يحرصون على توسعة أجهزة التصنت
سواء أكانوا بشراً أو حتى
أدوات - آلات ؟!
بل ويشجعون ويغرون الوشاة على مزيد
من التفاني بإعمالهم القذرة ويكافئونهم
ويغنونهم بطريقة أو أخرى وبذات الوقت
يفقرون بقية الشعب حتى ينشغل المواطنون
بالبحث والركض خلف لقمة عيشهم ..
فلا يجدون وقت لـ التفكير بكيفية التغيير ؟!
,
الطاغية يكره جميع الاخلاق الشريفة
لأنها اعتداء على سلطانه كما يظن؟!
مرجعية أغلب ما جاء بالفقرتين في عاليه
مما ذكره الفيلسوف اليوناني أرسطو حول سمات وطباع الطغاة
ويزيد: من السمات الأساسية للطاغية: زرع بذور الشقاق
وانعدام الثقة بين المواطنين لأنه يؤمن بمبدأ:
"إن الناس جميعا يودون الإطاحه به غير أن الأصدقاء
وحدهم هم الذين يستطيعون ذلك “..؟!
وعليه ينبغي أن تنعدم الثقة فيما بين الأصدقاء قبل غيرهم
ويسلك لتحقيق ذلك عدة طرق خبيثة من أهمها:
1- تشجيع التأثير الأنثوي داخل الأسرة
والمرأة بعادتها ضعيفة في حفظ أسرار
وعلى أمل أن تقوم الزوجات بالإبلاغ عن أزواجهن!
2- الإفراط في تدليل العبيد والخدم
كي يتمكنوا من الإفشاء عن سادتهم..؟!
3- عدم اختيار ألا الفاسدين من البشر
في نظام الحكم ليكونوا أصدقاء له ..
لإن هؤلاء عبيد النفاق والتملق
والطاغية تسره المداهنة..
وينتشي من النفاق ويريد من يتملقه دائماً
وهذا لن يجده عند إنسان حر شريف ؟!
أما الرجل السيء فليس لديه الإستعداد
للقيام بهذا الدور فحسب وإنما تراه يسعى إليه ؟!
وهذا ما يسمى
أدوات حسنة لأغراض
شريرة ؟!
,
مفهوم الشر حسب فلسفة أرسطو:
(1)
شل إرادة المجتمع - الشعب عن طريق 2 و3
(2)
إذلال الشعب وتركيعه عن طريق تدمير روحه
كي يستتب الأمن ويعم السلام عرش الطاغية
(3)
وسوسة المجتمع عن طريق تعزيز منطق الوشاية
وإخافة وتوجس المواطنين من بعضهم البعض ..
أو كما يقال في عصرنا: فرق تسد ؟!
,
أيشبه هذا بعض من أحوالنا الآن ؟!
لست أدري ..