(1)
قلت سابقاً .. إن آفة الآفات ، ومصنع الطغاة الأول ، هو : الجهل .
لا توجد صفة أقبح من « الجهل « لأنها بإمكانها أن تجر وراءها العديد من الصفات القبيحة : بإمكانك أن « تستعبد « الجاهل .. ورغم هذا يظن أنه حُر !
تريد أن تنزع قيوده .. يظن أنك تريد نزع ملابسه !
تريد أن تدله على الطريق .. ينظر إليك بريبة ظناً منه أنك ستضيّعه عن الدروب التي اعتاد عليها !
(2)
ربما هو يجيد القراءة ، ولكنه لم يقرأ أي كتاب في حياته ، ولا تستغرب إذا وجدته يحمل شهادة جامعية : عمل للحصول عليها ليبحث عن وظيفة .. فقط !
(3)
في كل زاوية له « سيّد « يُفكّر ـ ويُقرر ـ بالنيابة عنه ..
عقله ( نظيف جداً ) .. لقلة استخدامه له !
(4)
الإشاعة تموت على لسان مطلقها لولا وجود الجاهل ..
ومفسرو الأحلام ، وطاردو الجان ، وبقية المشعوذين : يغلقون دكاكينهم وبرامجهم الفضائية لو لم يكن بيننا هذا الجاهل ..
وهو أول من يُصفق للطغاة والمستبدين .. ويبكي عند وفاة أحدهم !
(5)
أجهل الجهلة هذا الذي يظن أن يعلم !
الجاهل لا يحمل رأساً فارغة ، هي ممتلئة بالكثير من المعارف التي لا قيمة لها !
يؤمن بالخرافات ، ويخاف أن يظهر له الجان في زاوية الشارع ، ويُفضّل الذهاب إلى مشعوذ أكثر من الذهاب إلى عيادة طبيب نفساني .. ونصف الأمراض التي تصيبه هي بسبب « العين « !
(6)
لا تقل : « أنا أعلم « فالعلم لا حدود له .. بل قل : « أنا أجهل « ..
وهذه أول خطوة للمعرفة .
الجاهل يدافع عن جهله ـ وبشراسة ـ كأنه يدافع عن هويته وثقافته !
(7)
الربيع الذي ينزع الطغاة .. ليته يأتي بربيع العقل الذي ينزع الجهل الذي صنعهم ، وإلا : فالجهل سيواصل صناعة الطغاة الجدد !