صحيفة المرصد: حذّر مهندسون متخصصون في سلامة المباني والإنشاءات من وقوع كارثة إذا ما انهار مخطط الحرمين السكني شمال شرقي جدة، في ظل بدء انتشار ظاهرة تصدع وانهيار المنازل السكنية جراء ضعف الاشتراطات الفنية للإنشاءات المعتمدة من المقاولين، وازدياد كميات المياه الجوفية في قاع .طرقات وشوارع الحي. ويعيش سكان مخطط الحرمين حالاً من الترقب والحذر خشية سقوط منازلهم فوق رؤوس أُسرهم، وخصوصاً ممن أقدموا على شراء بعض الشقق، أو إنشاء منزل العمر في الحي القريب من السدود المانعة لمياه السيول التي تسببت في وقوع كارثتين لا ينساهما سكان المملكة.
وأكد المهندس موفق عمران خلال كشفه على أكثر من 12 شقة في عمائر مختلفة، أن الهدف الرئيس من إنشاء المباني السكنية في تلك المنطقة الربح المادي وليس سلامة السكان. وقال: «إن مشكلة المياه الجوفية يمكن مواجهتها في حال تم تنفيذ المقاولين للعمائر بطريقة أكثر دقة ومتانة، والمتمثلة في القواعد والأعمدة المشكلة لهيكل تلك العمائر، إلا أنه للأسف لم يتم ذلك، ما أحدث تصدعات في العمائر».
وكانت إمارة منطقة مكة المكرمة وجهت بإخلاء 18 أسرة إثر تصدع عمارتين في الحي، وتم إيواؤها في شقق مفروشة، كما وجهت بالتحقيق في أسباب التصدع والشروخ التي ظهرت على أعمدة العمائر.
وكشف بيان وفقا للزميلة صحيفة الحياة بأنه تم تحويل ملف مخطط الحرمين إلى اللجنة الفرعية لمعالجة أضرار السيول والأمطار، من أجل إيجاد حلول عاجلة لجميع مشكلات الحي ومعاناة ساكنيه، مشيراً إلى أن إنهاء معاناة السكان يتطلب تجفيف المياه الجوفية أولاً، ومن ثم إيجاد الحلول المنتظرة من سفلتة وإعادة تأهيل الشوارع، إضافة إلى مشاريع مكافحة الضنك والقوارض والحشرات، واستكمال البنية التحتية. بدورها، طالبت لجنة المكاتب الهندسية في جدة خلال زيارتها الميدانية لعدد كبير من العمائر السكنية في حي الحرمين، بتدخل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لدرس وضع الحي، إذ إن المشكلة تمتد على مساحة تصل إلى أكثر من مليون متر مربع، مؤكدة أنها مشكلة عامة، أسهمت فيها الزيادة الكبيرة في عدد أدوار لتلك العمائر.