لنتعرف أولاً على مؤسس هذه الإذاعة البسيطة التجهيزات والمحلية البث
الإسم : عبدالله بن سليمان بن عويد الطامي
.. ولد سنة 1341هـ في مدينة بريدة .
عاش طامي أول حياته في مسقط رأسه في بريدة ثم أنتقل منها للرياض وذلك عام 1380هـ وعمل فيها أول محطة راديو وكانت بسيطة ومؤلفة من بعض الصمامات والمكثفات التي كان يأخذها من بعض أجهزة الراديو القديمة .
وسبق له أن عاش في سوريا سنوات قلائل قبل إن ينتقل للرياض .أما إذاعته فكانت تعرف بـ (إذاعة طامي ) وهي محصورة فقط في الرياض وما حولها لأنه في ذلك الو قت لم يكن هناك إذاعة رسمية في الرياض بل كانت الإذاعة السعودية الوحيدة هي إذاعة جدة والتي أنشئت عام 1368هـ 1948م .
ومن الغريب أن بث إذاعة طامي كان يسمع أيام الشتاء وفي الليل في العراق والأردن وهذا لأن طبقات الأيون سفير تساعد على وصول البث لمساحات أبعد أيام الشتاء وذلك لأن من طبيعة الحرارة وعند ظهور الشمس فإن أغلب الإشارات الكهربائية تضمحل وتتلاشى ولا تصل لمسافات أبعد .أيضاً هناك عامل آخر وهو أن في ذلك الزمن كان الجو نقياً من الإشارات الكهربائية لقلة عدد محطات الراديو المحيطة بالدول العربية بعكس ما هو موجود الآن فالجو أصبح متشبع بل ملوث من كثرة إلإشارات التي لا تكاد تحصى .
نعود لموضوعنا
كانت إذاعة طامي تبث أخباراً يقرأها نفسه ( طامي ) وكان يضع عليها إعلانات تجارية عن حجار البطارية لتجار صغار في الرياض وكان يعلن عن المفقودات من الماعز والأولاد وصكوك الأراضي ونتائج الناجحين لطلبة مدينة الرياض وبعض الأحاديث للشيخ إبن باز . وقد قام طامي بنقل أول مباراة من ملعب الصايغ بصوت محمد رمضان فسجلت عصراً وأذيعت مساء .وكانت أوقات البث لإذاعة طامي بعد صلاة العشاء ولا تتجاوز ثلاثة ساعات يومياً ومن الطرف أن طامي كان يجلس أمام المايكرفون في غرفته وليس أستديو ليقدم نشرته الأخبارية على الهواء ويستهلها بقوله : هذه نشرة الأخبار يقرأها عليكم أنا .وأحيان يقوم بوضع إسطوانة حجر بها أغاني ويقول : هذا فاصل موسيقي ريثما أتناول طعام الغداء .
لكن لسوء حظه أن إذاعته لم تدم أكثر من سنتين حيث تم إفتتاح إذاعة الرياض عام 1384هـ 1964م .فتوقفت إذاعته ولكنه أقتصر على العمل بموافقة من الدولة له في موسم الحج في مكة إذ كان يذيع الإرشادات ويبلغ عن التائهين رغم وجود إذاعة رسمية في المشاعر ومنى وعرفات وظل طامي على ذلك فترة زادت عن العشر سنوات وبعد ذلك توقفت إذاعته .أما مرسلة إذاعة طامي فصارت تحفة من ضمن التحف التي أحتفظت بها وزارة الإعلام مثل ما أحتفظت به أنا من صور لطامي ولغيرهم من المنقرضين .
توفي طامي : عام 1421هـ 2000م وخلف وراءه ذكرى جميلة .