بقلم
عبودي99
بدايه أنا من النوع الذي لا يحب المقدّمات...لكن الموقف هو من أجبرني على هذه المقدّمه
أحيان يشعر الأنسان بنوع من الأعتزاز ..ويجرّه إعتزازهـ إلى مفخرهـ بالنفس
((
والإعتزاز والمفخره بالنفس)) هي شئ جميل وطبع لا بد أن يتحلى به
الإنسان...لكن المصيبه تكمن عندما تسقطكـ مفخرتك بنفسك وإعتزازكـ
في وحل الكبرياء...هنا يجب أن نتوقف قليلا...
قلت ((
قليلا)) لا لقد
أخطأت
يجب أن نتوقف كثيرا ....لأننا سنواجه مشكله...وليست هذه أي مشكله
فالكبرياء صفه مذمومه ...وطبع سيئ ..
كيف لا وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: {
لا يدخل الجنَّة من كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من كِبْر، }
وقد قال تعالى ((
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ))
وقال تعالى ((
ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا , ان الله لا يحب كل مختال فخور))
إن ماتملكه من مال أو من جمال أو من جاه أو من أي شئ دعاكـ لكبريائكـ
قد يزول في غمضة عين...وتصبح عندها لا شئ...((
nothing))
سوف تعيش في نكد...فكل من كنت تتكبر عليهم أصبحت الآن
واحد منهم ...وقد تكون أسوأ منهم
عجبا لموقف حدث أمامي في أحد الفنادق بمدينتي....كان صاحب ذالك الفندق رجلا ثريا
كنت في زياره لأحد أصدقائي عندما قدم إلى مكه في الإجازه الأسبوعيه..
عندما كنت في ((الريسبشن)) وكان موظف الإستقبال يبحث عن رقم
شقة صديقي دخلت إمرأه ليست عجوز ولكنها في العقد الثالث من العمر
هذا ماأستنتجته من نبرة صوتها ..وكانت تحمل طفله قد تكون في العام الثاني
دخلت وكانت متوجهه إلي...عندما أقتربت كانت تتمتم بصوتها وتشتكي صعوبة المعيشه
ولم أفهم من كلامها إلاّ((
زوجي متوفي وعندي طفله وأنا في الشارع))
صراحه تأسّفت لوضعها ....كانت عبائتها باليه...لكن وجه طفلتها كان يوحي بالبراءه فعندما كانت تحدثني
كنت أنظر لطفلتها...ولسان حالي يقول ((
ماذنبكـ أيتها الطفله))
كان في صوت
المرأه نبرهـ من الحزن
ونبرات من الحياء ....ولبسها يوحي بأنها محتشمه...رغم رداءة الظروف
ماأن هممت في أن أدخل يدي في جيبي لكي لا أردّها مكسورة الخاطر
ولكي تعرف أن الدنيا مازالت بخير...
فإذا بشخص يدخل من الباب الأمامي للفندق...وقال كلام هذا نصّه
((
انتي ماتملين ياحرمه...انا كم مره قلت لك لا تعدين من قدام الفندق
انتي ماتستحين على وجهك ....هيا لو سمحتي اطلعي واذا تبين تشحذين
أشحذي في المساجد))
وفقت مستغربا...وكانت أسئله كثيره في تجول في بالي
من هذا الشخص؟ وهل هذه معامله إنسانيه؟ لماذا لا يأخذها جانبا ويحذرها؟ هل هو صاحب الفندق؟ أو ربما يكون مديره؟
لم يكمل هذا الشخص المتغطرس كلامه ....بينما يدي في جيبي
والمرأه تخطوا خطوات للوراء ....
وإذا بصديقي ينزل من شقته وبادرني بالسلام ...
سلمت على صديقي وحمدت الله على سلامته من السفر
وأستأذنته لدقيقه
خرجت لكي ألحق بالمرأه لكن
لا أثر لها
ألتفت يمين ...ويسار أشبعت الشارع الذي كنت واقفا
فيه بنظراتي لكن لم يكن لها أي أثر
رجعت ...وأكملت حواري مع صديقي وقبل أن نصعد لشقته
سألت موظف الإستقبال
من هذا الشخص؟
أجابني بأنه صاحب الملك...!!
وقلت هل هذا أسلوبه..؟
أجابني بأنه إنسان متعالي حتى انه لا يرد السلام على موظفيه
أنتهت القصه
لم يفكر هذا الإنسان بأن الصدقه تطفى غضب الرب
وتدفع ميتة السوء وسوء الخاتمه بإذن الله
لم يفكر أيضا في دعاء هذه
المرأه المسكينه
التي هي أحوج إلى الريال والخمسه مني ومنه
ولم يأبه لمنظر طفلتها
المسكينه وبراءة طالعها
نعم إنه الكبر يجعل من الإنسان ميت الضمير...ولا يرى غير مصلحته
فلنجعل حياتنا بسيطه...ولا نشوّه صفو أنفسنا بالكبر
ومن هنا من منبر شمس الحب أنادي لنبذ الكبر...