هذه هي المقولة الراهنة ، وذلك بالاستقراء الناقص غير التام.
فإن اعتبرت منتدانا الماثل أمامك مجال الاستقراء ؛
ثبت لديك قطعا صحة العبارة السابقة.
ولا يحتاج المثبت إلى كثير عناء ليرى ذلك جلياً واضحا ..
فإن أردت أن توسع دائرة الاستقراء
وتتجه لمنتدى آخر
سترى أن المنتديات التي لا تكاد تجد فيها أدنى فائدة ؛
هي المنتديات التي مازالت تتبنى صحيح العبارة.
أعنى تلك المنتديات التي تعنى بتوثيق العلاقة بين الجنسين عادة ،
وتعتمد كثيرا على الاستخفاف و الاستلطاف والاستعطاف ،
والخضوع بالقول وتنميق العبارة على حساب الكيف
والتي تعج الشنكبوتية بمثلها !!
ويميز تلك المنتديات كثرة المنقولات
وتشابه الردود
والتي لا تكون عادة إلا بعبارات الشكر والامتنان.
وقد كان صحيح العبارة قبل الآن : الاختلاف لا يفسد للود قضية .
وهي العبارة التي كان من المفترض أن تثبت ويعض عليها بالنواجذ ..
تُستثنى تلك المنتديات التي قد جاوزت القنطرة
وإن كانت بالمقارنة نادرة ..
ولا شك أن وجود المقولة الراهنة لها أسباب كثيرة ،
منها انعدام أدب الحوار، فكم من معلم لا يملك من صفات المعلم
إلا المظهر الخارجي فقط،
و كم من كاتب لا يملك من أدوات الكتابة إلا القلم والدواة .
قلوب جافية وأفهام خاوية.
وكم من مربٍ غيرُ متربٍ
وكم من متمسح بلبوس الدين متفسخٍ عما به يدين.
ومنها الإصرار الدافع للاجترار وتبادل الأدوار،
والاقتصار على ترديد عبارات تجر الحوار إلى سلوك طريق أهل النار .
قال صلى الله عليه وآله ( ألا أنبئكم بأهل النار : كل عتل جواظ مستكبر ).
فمثل هؤلاء لا يقبلون بالحق وأن رأوه ساطعاً سطوع شمس رابعة النهار !!
وهذا الإصرار قد ينبع من تقليد أعمى ،
أو تشبع بالفكرة يورث حبا أعمى ،
يحجب الحق ويحكم الغلق .
وقد يكون الإصرار من فساد الطوية و اتباع الدنية .
أعني الهوى قاتل الله الهوى ، أعمى صاحبه فغوى .
وقد يكون الإصرار، من الحسد ،
شر مذكور مخرب الدور والقصور .
وليس مع الحاسد حيلة
إذ لن يرضيه إلا توالي النقم و زوال النعم.
والحاصل أن جملة من الأسباب رسّخت المقالة ،
حتى أصبح المحاور والحوار ضغثا على إبالة .
زد على ذلك قلة الحياء واندراس آثار الأتقياء.
ولم يبق من المختلفين المتصفين بالروية ،
والمؤمنين بأن الخلاف لا يفسد للود قضية إلا أقل من
القليل وأندر من النادر ..
قال تعالى : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ..