منذ /12-02-2012, 03:11 PM
|
#1 |
رقم العضوية : 9523 | تاريخ التسجيل : 23 - 9 - 2008 | الجنس : ~ الاهلي | المشاركات : 155,340 | الحكمة المفضلة : Canada | SMS : | | " دولـة مجذومة " يمقتها العالم مـهتزه إلى زوال ! ! ! ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا )
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب: قواعد وأصول إلهية في التمكين والعلو
يضرب بعض الرواة مثلاً للوهن الذي أصاب المسلمين حين قدوم التتار في القرن
السابع الهجري: بأن التتاري الأعزل كان يمر ببعضهم فيقول: انتظروا هنا حتى آتي،
ثم يذهب فيأتي بالسيف فيضرب أعناقهم.ولا ندري ما حقيقة ذلك واقعياً، لكن لا يبعد
أن تقع بعض الحالات، أما أن يصبح ظاهرة عامة ومرضاً قومياً فهذا ما وقع لليهود
بعد الانتفاضة!يقول أحد الكتاب اليهود: " لا يوجد ملاذ في هذه البلاد .. الأعصاب
متوترة لدى الجميع، ووصلت لدى البعض إلى حد الانفجار، وفوق ذلك: سيطرت على
الجميع سلبية غريبة، الناس ينظرون إلى حمام الدم اليومي كقدر لا مفر منه، تماماً
مثلما ينظر المنكوبين في بنغلاديش إلى الفيضانات! يخرج الجميع من أعمالهم
ليفتحوا الإذاعة التي تحولت إلى قائمة بإعلانات الجنائز، فإذا دخلوا بيوتهم أغلقوا
الأبواب واحتفظوا بأولادهم قريباً جداً منهم ".
لقد حدث هذا كما علل كثير من الكتاب نتيجة فقد الثقة في الجيش، أو في الحكومة،
أو في النفس أيضاً.فبينما كانت نسبة ثقتهم في الحكومة عام (1996م) (60%)
انخفضت إلى (37%) عام (2002م) وانخفضت الثقة في البرلمان -الكنيست- من
(62%) إلى (25%) وفي الأحزاب من (36%) إلى (16%).
عندما يسيطر الرعب على النفوس تظهر السلبية القاتلة .. يقول أحد كتاب معاريف :
" إن أخطر ما في الأمر هو ذلك الإحساس العام بأنه لا أحد في البيت، وأن السفينة
تهتز في بحر عاصف، وأنه لم تعد لدى قبطان السفينة أية أفكار أخرى لا في الميدان
السياسي ولا في الميدان الاقتصادي ولا الاجتماعي ".
وثمة شعور عميق بفقدان الاتجاه، فـشارون ليس لديه تكتيك إلا المبدأ الساذج: أن
نصمد .. ألاّ تطرف لنا عين، أن نقلل الأضرار .. وأن نتوحد عندما تقع كارثة .. وأن
نمضي قدماً، لكن إلى أين ؟"
وقال آخر في يديعوت أحرونوت :
" إن القيادة الإسرائيلية لا تعرف ماذا يجب فعله، وهذا الصمت ليس وراءه خطة،
ونحن لا نعرف أين نسير؛ لأن القادة أنفسهم لا يعرفون"!
وفيها يقول الكاتب "إيتان هابر " واصفاً الحياة السياسية في إسرائيل بعد المشكلات
الأخيرة بأنها "حياة قذرة" وجاعلاً ذلك عنوان مقالته: "دولة إسرائيل تواجه إحدى
ساعاتها الصعبة .. إننا نعيش حياة قذرة".وفيه:
"أمام المخاطر الكيانية الملموسة، أمام مسائل الحياة والموت، أمام الحاجة الماسة
إلى مجموعة اليهود العباقرة والحكماء وأصحاب التجربة الكبيرة، والأكثر نجاحاً في
العالم؛ فإننا ننتخب من يوزعون النقانق والكاتشوب والخردل للناخبين .. إننا
نستحق هذه النقانق" (يديعوت أحرونوت 11/12/2002)
وهنا يأتي أيضا دور علماء النفس ليعبروا عن هذه الحالة من الخور وفقدان الإرادة،
وقد نشرت كل من هآرتس وبنئيم (عدد 17 صيف 2001) عن ظاهرة يسميها علماء
النفس ظاهرة "العجز المكتسب". ولشرح هذه الظاهرة تقول الصحف: إنه أجريت
تجربة عُرِّض أثناءها كلبان لصدمات كهربائية، وأعطي واحد منهما الفرصة للفرار،
أما الآخر فقد حُرم منها، فاكتسب الأول حساً سريعاً بتجنب الصدمات الكهربائية من
خلال القفز إلى الجهة الآمنة، أما الثاني فقد تكيف تماماً وتقبل الموقف بخنوع، حتى
إنه حينما أتيحت له فرصة الهرب في تجربة أخرى لم يغتنمها، فالعجز المكتسب هو
سلوك سلبي ينشأ من الإدراك: أن لا وسيلة لتجنب آثار مؤلمة، ومن عدم اليقين
بخصوص أي شيء، فهي حالة "اين بريرا" بامتياز.
وقد توصل العلماء إلى أن ظاهرة العجز المكتسب في المجتمع الإسرائيلي تنطوي
على أخطار كثيرة مثل: الشلل من جهة، والتطلع من جهة أخرى إلى حلول سحرية قد
تحل كل المشاكل بضربة واحدة، وهذا الاتجاه الأخير أرض خصبة لتطور توق قوي
إلى ظهور مسيح دجال، والاستعداد لقبول من يقدم نفسه "كقائد قوي" يمكنه حل
المشكلات كافة، وهذا يفسر ظهور شارون الذي وعدهم بإعادة الأمور إلى نصابها.
ومن أطرف المؤشرات على حالة الذعر التي انتابت التجمُّع الصهيوني: أنه مع
تصاعد الانتفاضة بدأت حالة الذعر تنتاب الكلاب والقطط في المنازل الإسرائيلية،
ولذا اقتضى الأمر تقديم المهدئات لها (الفاليم). وقال أطباء بيطريون: إن الكلاب تبدأ
في النباح، وتصبح أكثر عدوانية، وترتجف لا إرادياً، أو تفقد التحكم في مثانتها
عندما تصل أصداء دوي إطلاق النار في الضفة الغربية إلى مباني القدس .
وقال بيني سابير -وهو طبيب بيطري في القدس -: اليوم فقط عالجت كلباً من نوع
السيشن كان قد امتنع عن الطعام، ويرفض مغادرة منـزله.
وقال طبيب بيطري آخر: إنه لم ير مثل هذا العدد من الكلاب المضطربة منذ أمطر
العراق تل أبيب بصواريخ (سكود) خلال حرب الخليج عام (1991م).
وقال طبيب آخر: إن كلبه هو شخصياً يرفض الخروج من المنـزل، إن الناس مصابة
بالتوتر ولا يدرون ماذا يفعلون وعلى مَنْ يلقون باللوم، الناس متوترة وكذلك
حيواناتها. (BBC ويديعوت أحرونوت 6/3/2002).
ومن أصدق ما يعبر عن هذه الحالة ما كتبه "إيتان هابر " وهو معلق سياسي بارز
وكان أميناً خاصاً لمكتب إسحاق شامير ، حين كتب مقالا في شكل سؤال " ما
الوضع ":
ووصف الوضع في إسرائيل بأنه: "مثل بطل تلك الميثولوجيا (سيزيف) الذي كان
يدحرج بعناء كبير صخرة نحو قمة الجبل، فتعود لتتدحرج مرة بعد أخرى على
المنحدر، هكذا هو الجيش الإسرائيلي الذي خرج هذا الأسبوع في "حملة متدحرجة":
الجميع يعرف أنه بعد يوم، أسبوع، شهر، أو سنة من تدمير وسحق "قواعد
الإرهاب" سيعود الإرهاب الفلسطيني إلى المقاهي ومحطات الباصات ".
(يديعوت أحرونوت 2/4/2002).
ولا يتردد الكاتب نفسه في وصف إسرائيل بأنها "دولة مجذومة" يمقتها العالم كله
ما عداأمريكا ، ويؤكد أنه حتى أمريكا لابد أن تغير موقفها يوماً ما. (16/1/2002).
وليس هناك ما يفسر هذا العجز والهوان - الذي سبقت الشواهد عليه في هذه الفقرة
وما قبلها - بأصدق من قوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا [آل
عمران:112].
وهنا أيضا لابد أن نجيب على إشكال قد ينشأ، وهو: أننا نشاهد العدو يطور خططه،
ويغير في أساليبه: من الحواجز، وفتح الطرق الالتفافية حول المستوطنات، إلى بناء
الجدار الواقي، إلى الاجتياح، وأخيراً: إلى التهجير، فكيف يتفق هذا مع ما تقدم من
دلائل العجز والإحباط؟ هل لذلك من قاعدة أو تعليل؟!
ونجيب أيضاً: نعم.
هناك قاعدة يدل عليها كتاب الله وواقع الأمم الطاغية قديماً وحديثاً وهي:
" أن القوى الطاغية حين تصدمها قوة الحق ترفض الاعتراف بالضعف، لكن هذا
الاعتراف يأتي ضمناً في إعلانها عن البدائل التي تلجأ إليها للخداع النفسي والهروب
من الحقيقة ".
هكذا فعل فرعون حين أسقط في يده، فقد لجأ إلى الإيهام ببناء غير معقول فقال: يَا
أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً
لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ [القصص:38].
وهذا منهج مراوغ للتعبير عن الحالة التي قد تكون وهماً، كما هو حال ابن نوح عليه
السلام حين قال: سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء [هود:43] وقد تكون في حيز
الإمكان كما قال قوم إبراهيم عليه السلام حين أفحمهم بالحجة: ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ
فِي الْجَحِيمِ [الصافات:97] وفي هذه الحالة يشتغل الرأي العام بالمشروع وإمكانية
تنفيذه عن القضية الأصلية مما يجعل الطاغوت يبحث في الوقت الضائع عن مشروع
آخر.إن هذه المشروعات (الشارونية) تتعرض للنقد اللاذع، وقد اشترك في نقدها- مع
حزب العمل- أحزاب ومفكرون وكتاب كثير، ولم يخرج تشخيصهم للحالة عما ذكرنا.
ونعود للخبير اليهودي المذكور الذي يعلق على خطة شارون عن المناطق الفاصلة
قائلاً:" هذا هَبَل! إن هذه الدولة صغيرة .. لا يمكن أن تبني فيها مناطق فاصلة، إن
المناطق الفاصلة هي محاولة إنشاء جدار ولكنه ليس بجدار حقيقي، أو سور ولكنه
ليس بسور،
إنهم يخربون عقولنا منذ زمن بعيد، مرة يطرحون فكرة الفصل من طرف واحد،
وأخرى إنشاء خط حدودي، وثالثة: عوائق .. كل هذا لا ينفع " !!
والعجيب أن الحل عند هذا الخبير لا يخرج عن السياق نفسه .. فقد اقترح هو أن
يبني اليهود سوراً كبيراً مثل سور برلين .. بل أكبر وأعلى، حتى إن الطير لا يمكنها
أن تطير من فوقه كما قال!!
وحينما يواجَه بالقول بأن هذا يعني التخلي عن مدينة القدس القديمة يقول:
" إن لم يكن لنا خيار فإنني سأتنازل عنها تماماً؛ فالحياة أكثر قداسة من الأماكن
المقدسة ".
وإذا قورن كلام هذا الخبير الكبير عندهم بحال أهل الأرض المباركة، الذين يتسابقون
إلى الشهادة من أجل إنقاذ المسجد الأقصى، تبين الفرق بين من هم أحرص الناس
على حياة،
ولو كانت ذليلة مهينة، وبين من يشتاقون للجنة، ويعظمون ما عظم الله من حرمات
وشعائر ومقدسات.وقد عبر كاتب آخر بأن هذا المشروع " الجدار" هو مع إخفاقه في
تحقيق الأمن رجوع للجيتو اليهودي القديم.وقد جاءت أعمال شارون لتؤيد ما قاله
هؤلاء عن بؤس الحال وقلة الخيارات، ففي كل مرة تقع عملية استشهادية أو يقتل
عدد من اليهود، ينطلق شارون لمحاصرة عرفات الذي لا يملك شيئاً، وهذا ما جعله
موضع سخرية الإعلام اليهودي، الذي يعلن بعد كل عملية: نحن نعلم كيف يرد
شارون ، إنه سوف يحاصر عرفات، أو يتوغل في بعض المدن، إنه
تكتيك متكرر فاشل لا يحقق إلا مزيدا من الحفز للفلسطينيين !! http://www.alhawali.com/index.cfm?me...94#Ayat6000404
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من كتاب
" قواعد وأصول إلهية في التمكين والعلو "
م ن ق و ل
محبكم
الحصن 33
..... تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
" ],gJm l[`,lm dlrjih hguhgl lJij.i Ygn .,hg !
|
| |