تمثل مربية الخيول الألمانية كريستينا. ف أمام محكمة مدينة كيل (شمال ألمانيا) بتهمة تعذيب 15 حصاناً بين سبتمبر (أيلول) 2006 ويونيو (حزيران) 2007. وكان قد سبق للمربية أن أفلتت من العقوبات بسبب تعاملها القاسي مع الخيول، إلا أنها لم تعرف أخيراً بأن البعض نصب كاميرات خفية لمراقبة تصرفاتها أثناء التمارين.
شركة «هامبورغ على الهواء»، المتخصصة بتنسيل الخيول، أحصت أن كريستينا جلدت حصاناً بالسوط أثناء التدريب 470 مرة خلال 32.5 دقيقة فقط. وكانت المربية تؤدي عملها في مزرعة لتربية الخيول في الدنمارك حينما نصبت الشركة المذكورة كاميراتها الخفية. وعرضت الشركة الفيلم في التلفزيونين الدنماركي والألماني مما أثار استنكار جمعيات الرفق بالحيوان والمشاهدين على حد سواء.
وتتهم النيابة العامة كريستينا، 60 سنة، بإلحاق الضرر الجسدي والنفسي بنحو 15 حصاناً وتنغيص حياتها الطبيعية بالآلام باسم التمارين. وتعد هذه المرأة من مدرّبات خيول السباقات الأولمبية المعروفة، وهي تملك اسطبلاً في منطقة هالتسينبيك، القريبة من مدينة هامبورغ، كما شاركت عدة مرات في دورات الفروسية الأولمبية باسم ألمانيا. ومما زاد السخط عليها وأثار جدلاً كبيراً في ألمانيا زعمها في معرض دفاعها عن نفسها أمام النيابة العامة أن كل مربّي الخيول يتصرفون مع خيولهم بالطريقة ذاتها.
وكانت محكمة بلون الابتدائية (قرب كيل) قد حكمت على المربية عام 2006 بسحب إجازة عملها وتغريمها مبلغ 6300 يورو لاستخدامها حزاماً جلدياً وأدوات حادة في تدريب الخيول. وتقول النيابة العامة أن التعذيب أدى مرة إلى إلحاق ضرراً كبيراً بأحد الخيول أدى إلى موته. كما أشار شهود عيان إلى أن كريستينا تستخدم العنف في التدريبات إلى حد أن الخيول لا تعرف معها بأي اتجاه ينبغي أن تتحرك.
ويبدو أن ملاحقة النيابة العامة للمربية بسبب خرق قوانين تربية الحيوانات في ألمانيا، دفعها للانتقال للعمل في الدنمارك. إلا أن شهود عيان من الدنمارك أفادوا أنها تستخدم أقصى العنف في التدريب مع خيول متعبة لا تقوى على الوقوف. مع الإشارة إلى أن النيابة العامة الألمانية أرسلت ملف كريستينا إلى السلطات الدنماركية وجمعية مربي الخيول في كوبنهاغن للتحذير من أساليب المربية.
هذا، ونفى هولغر شميرتسر، مدرب منتخب ألمانيا للفروسية، اتهامات كلام كريستينا أمام القضاء، وقال إن مدربي الخيول لا يستخدمون التعذيب في تدريب الخيول. وتابع أن نادي الفروسية الألمانية أنه كان بصدد طرد كريستينا عام 2006 بسبب أساليبها اللاإنسانية لكنها سبقتهم وقدمت استقالتها.