منذ كارثة سوق الأسهم التي حدثت قبل سنوات عدة والتحليلات الاقتصادية لا تهدأ لتحديد أسباب هذه الكارثة. من وجهة نظرك المتخصصة ما الأسباب الحقيقية التي هوت بسوق الأسهم السعودي؟
- قمت ببحث علمي حول الأسباب التي أدت لانهيار سوق الأسهم الشهير في 2006م. وأهم الأسباب العلمية في رأيي أن سوقنا ليس لها عمق بسبب كبر حجم ملكية الحكومة وصناديقها للأسهم؛ فالأسهم الحرة لا تتجاوز 45 في المائة من إجمالي الأسهم، وهو ما معناه أن السوق يعمل بأقل من نصف طاقته، وهو ما نفخ الأسعار، وأعطى الأفراد قدرة كبيرة على توجيه السوق، وأدى بعد ذلك للانهيار. وللأسف أن وضع السوق اليوم، وبعد أكثر من ست سنوات، لم يتغير؛ فلا الحكومة تخلت عن حصتها من الأسهم لصالح المتداولين، ولا الشركات الكبيرة طرحت للاكتتاب، وكل ما تمت إضافته هو شركات صغيرة وبائسة. ولو نظرت إلى قطاع التأمين مثلاً لوجدت أن غالبية شركاته خاسرة، ولا تنسَ أن بعض الشركات جلبت للسوق مشاكل إضافية، ولم تحل مشكلته الهيكلية التي ذكرناها، وما لم تخرج الصناديق الحكومية من السوق فلن ينصلح حاله أبداً. والحقيقة أنني مندهش من مزاحمة الصناديق الحكومية السيادية والاستثمارية للمواطنين في سوق الأسهم، وترك الفرص الثمينة التي لاحت خلال الأزمة العالمية الأخيرة، والتي استغلها أشقاؤنا في صناديق أبو ظبي ودبي وقطر أفضل استغلال