رغم أنها لم تتعلم القراءة والكتابة في شبابها وقوتها، إلا أنها استطاعت مؤخراً حفظ القرآن الكريم كاملاً وحملت رسالة تعليمه وتحفيظه لبنات منطقتها حتى بلغت سن الـ 120 عاماً. إنها أول معلمة بمحافظة بيشة خزماء بنت جلعد العويض. وبعد حياة مليئة بالاستغفار وتعطرت بحفظ كتاب الله الكريم وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار وتعليمه توفيت أمس حافظة القرآن خزماء لتترك السيرة العامرة بحب الله ذكرة عطرها لبناتها وبنات منطقتها. وذكرت التاجرة أم سعيد (72 عاماً) أكبر بناتها: "أن موتة والدتها كانت طبيعية جداً وسهلة وكان ذلك بالمنزل"، وتابعت أن والدتها "كانت مجتمعة ليلاً بأبنائها وأحفادها في إحدى الاستراحات الخاصة بهم وفي عصر يوم الجمعة كانت تراودها ذكرياتها الجميلة أيام صباها وقوتها فطلبت من حفيدها سعيد (52 عاماً) أن يذهب بها لزيارة أماكن برية كانت تخيم فيها أيام قوتها وشبابها وهي (طبق وصدعان) وزارتها وحدثتهم وقتها عن ذكرياتها في تلك الأماكن رحمها الله". وقالت أم سعيد عن والدتها: "بأنها كانت تُعلم بنات بيشة في منزلها، وكان منزلها يضم ما يقارب 80 طالبة تسقيهم وتطعمهم من مالها الخاص، وتعلم كل فتاة على حده حتى تتقن الحفظ وكانت هناك فتيات يأتين من قرى جبلية بعيدة المسافة تسمى قرى صمخ ليتعلمن القرآن من والدتها وعن طالباتها اللاتي درسن القرآن على يدها تقول إنهن كثر ولكن لا تذكر منهن سوى اثنتين: لوله الخبتي وهي ما زالت على قيد الحياة وجميلة كدسه رحمها الله". وعن تدريس أمها لها أكدت أن والدتها علمتها القرآن ولكنها لم تتقن حفظه كاملاً فقد انشغلت بخدمة والديها وأخوتها ورعايتهم بجمع الحطب ورعي الغنم ولكنها تعلمت فيما بعد القراءة والكتابة ودرست المرحلة الابتدائية وأعطيت ألف ريال في عهد خادم الحرمين الشريفين. وأضافت أن والدتها قبل وفاتها بثلاث ليال اغتشاها نور عظيم وجمال وبهاء وماتت وهي نائمة ويدها على خدها الأيمن مستقبلة القبلة وكان غسلها وتكفينها سهلاً وسريعاً جداً كما قالت إحدى حفيداتها اللائي قمن بغسلها وتكفينها. أما ابنتها سعيدة فذكرت: "أنها كانت توصيهم بالاستغفار كثيراً حيث إنها كانت تصلي قبل الفجر وتجلس على سجادتها تستغفر حتى تصلي الفجر ثم تواصل استغفارها حتى الشروق". وقالت ابنتها زهرة إن والدتها كل يوم جمعة كانت تقوم بإظهار الصدقة لجميع من تعرفهم من الموتى سواء أهل أم أحباب أم أصدقاء أم جيران كل باسمه حتى إنها تذكر أسماء أشخاص لا يعرفونهم. الجدة رفيعة بنت شومان 95 عاماً صديقة ملازمة للحافظة خزماء من صباها إلى أن توفاها الله حدثتنا عن أبرز ذكرياتها معها في صباهما فقالت: كنا كل يوم نقضي أوقاتاً ممتعة في السوق (سوق نمران والربوع) حيث كنا نبيع (خصاصيف ومخارف) وغيرها ونتجاذب أطراف الحديث، وكانت خزماء لا تنسى أن تقرأ علينا شيئاً من آيات الذكر الحكيم وتعلمنا وتحثنا عليه في اجتماعاتنا النسائية"، الجدة رفيعة تقول بحزن فقدت أعز صديقاتي، بل إنها والله أخت أسأل الله أن يجمعني بها في جنات الخلد. حسب (الجزيرة أون لاين). http://www.twasul.info/news.php?op=viewNews&id=22967&catID=8