ها هو عامنا الهجري الثالث والثلاثون بعد الأربعمائة وألف جمع أطرافه ولملم أوراقه وربط أحزمته ثم ودعنا راحلاً بما حوى بين جنباته من أفراح وأتراح وآلام وآمال. فكم سعد فيه من أناس وكم شقي فيه من آخرين، كم من دمعات انحدرت فرحاً باللقاء، وكم من عبرات سكبت من لوعة الفراق.. مرت سنون ب وبالهناء فكأننا وكأنها أيام ثم أعقبت أيام سوء بعدها فكأننا وكأنها أعوام
قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: أتعرف تفسير قول: إنا لله وإنا إليه راجعون!؟ فمن علم أنه لله عبد وأنه إليه راجع فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، فليعد للسؤال جواباً.