ينقسم العالم الآن الى ثلاثة أجزاء ؛ الجزء الأوروبي الغارق في أزمة الكساد و الحمل الثقيل لليونان واسبانيا والدول الأخرى الضعيفة اقتصاديا ضمن المجموعة , والجزء الأمريكي الذي يستمر في المحاولة للعب دور منفرد ومحاولة الاستمرار في قيادة العالم اقتصاديا وسياسيا وايدولوجياً , والجزء الذي يمثل الدول الصاعدة التي تحاول ان تأخذ دورا قياديا وسط اوروبا وامريكا وتحاول تشجيع دول اليورو والدولار على تحفيز اقتصاداتها حتى لا ينعكس ذلك في النهاية عليها ومن دون نيتها الحقيقية في المشاركة لمد يد العون لتلك الدول حتى لا تغرق معها .
ويبدو ان العام 2013 لن يبتعد كثيرا عن الأعوام السابقة من استمرار التباطؤ الاقتصادي ومعدلات البطالة القياسية واسعار الطاقة المرتفعة وذهب يمثل الملاذ للمتحوطين والخائفين من تدهور العملات الصعبة الأساسية الدولار الأمريكي واليورو.
كما وتتوجه أنظار العالم حول ما سيحدث في انتخابات الولايات المتحدة لأن ذلك سيحدد نوع السياسة الخارجية الأمريكية وسيحدد نوع السياسة الاقتصادية والخيارات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط والاستقرار العالمي .
لم تعد الظروف العالمية تحتمل مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار السياسي الذي ينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي ويضغط نحو مزيد من ارتفاع أسعار البترول وتدهور العملات .
كما وتحاول الحكومات والبنوك المركزية والصناديق الدولية لعب الدور التوجيهي من خلال تفعيل أدوات التحفيز الاقتصادي نحو مزيد من الاستثمار وباتجاه زيادة التفاؤل في الأسواق المالية.
وفي خضم هذه الأدوار ونتيجة فشل الدول الأوروبية وبنوكها المركزية في تحفيز اقتصاداتها وانقاذ ما غرق منها ولتراجع الاقتصاد الأمريكي وانتظار حسم المنافسة بين الجمهوريين و الديمقراطيين وغياب دور الدول الصاعدة مثل الصين لن يكون هناك دور للحكومات المركزية وبنوكها ولن تستطيع تقديم الحلول المناسبة لاقتصاداتها , فالمسالة أكبر من سياسة نقدية ومالية المسألة عدم وجود استقرار عالمي سياسي اقتصادي يسوده جو التشاؤم وفشل النظام الرأسمالي ولمرات كثيرة في انتشال نفسه بنفسه وعمق أزمته الحالية.