الحمد لله رب العالمين،أيقظ الغافلين،ونفع بالتذكرة المؤمنين،عرفوا ما لربهم من الحقوق فقاموا بها،وما عليهم من الواجبات لخلقه فأدوها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،أمر وقضى، ولا يأمر ربك إلا بالعدل والإحسان،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،أزكى البشرية وأبرها بحقوق الله وحقوق خلقه، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه الميامين،والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وإغاثة الملهوف صدقة من العبد له أجرها وبرها.. فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كل مسلم صدقة. قالوا: يا نبي الله! فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف..."الحديث.
إن الذي يطلب العون قد يكون مظلومًا أو عاجزًا أو مكروبًا، وفي كل الأحوال فإن إعانته وقضاء حاجته فيها تفريج لكربته، وفي مقابل ذلك تكفل الله لمن فرج كربة الملهوف أن يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة: "... ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة...".
أن رجلاً كانت عنده فرس معروفه بأصالتها، سمع به رجلٌ فأراد أن يسرقها منه واحتال لذلك بأن أظهر نفسه بمظهر المنقطع في الطريق عند مرور صاحب الفرس فلما رآه نزل إليه وسقاه ثم حمله وأركبه فرسه فلما تمكن منه انطلق بها هارباً.
فناداه صاحب الفرس: رويدك ..الفرس لك ، ولكن لي طلب عندك.
قال: وما هو؟
قال: إذا سألك أحد كيف حصلت على الفرس؟ فلا تقل له: احتلت بحيلة كذا وكذا ولكن قل: صاحب الفرس أهداها لي .
فقال السارق : لماذا؟
فقال صاحب الفرس: حتى لا ينقطع المعروف بين الناس
فإنني أخشى أن لا يُغاث ملهوف ، فربما مر قومٌ برجل منقطع حقيقة يقولون: لا تساعدوه لأن فلاناً قد ساعد فلاناً فغدر به ..