ما أن تهمَّ بنفسكـَ أثناء الخروج راكباً كنتَ أم ماشياً حينما يحلِّقُ بصركـَ ذات اليمين مرةً وذات الشمالِ أُخرى فيقعَ نحوهم تملأ نفسُكـَ الحيرةُ مستغرباً ومتعجباً من تلكـَ المناظر التي ربَّما تكونُ مألوفةً عند البعضِ لأنَّه اعتاد عليها أو أنَّهُ يبحثُ عنها ويشجِّعها . الكثير منَّا يندهشُ لأولئكَ الفتية الذين فتنوا في عامهم أكثر من مرة بل ونجد أنَّ روح التنافس بينهم قد اشتدت سواعدها وأصبحت مهمة جذب ضعاف النفوس نحوهم هو شغلهم الشاغل وهاجسم وليس فقط أن يكون مجرد فتىً لاحت على خده صفحاتِ بياض النهار ونقاط الخال بل لابُدَّ من أن يكون " طيحني وبابا سامحني " ملازمين له أثناء استعراضه وخروجه لمباهلة الناس واستمالتهم نحوه بكلِّ ما يملك من إمكانيات ماديَّة . إنَّ مثل هذه السلوكيات تشوه معاني الرجولة بتلك التصرفات الخاطئة ناهيك عن أنَّ معظمهم يبحث عن ذواتهم في الآخرين ، فالقيم والأخلاق أصبحت في خبركان ولا تُجدي نفعاً بعد أن تتشبث وتتمكن مخالب الشيطان فيهم . الأسرة غير المبالية وضعف الوازع الديني وقرناء السوء هي مفاتيح الانحراف في عالم هؤلاء الصبيان الذين يرون ذلك بأنَّهُ انفتاح وتتبع للموضة من تطويلٍ للشعر وتخصيرٍ للثياب . تحيَّاتي للجميع