صفات العاقل : يحلم عمَّن جهل ويتجاوزعمَّن ظلم
ويتواضع لمَن هو دون ويسابق مَن فوقه في طلب البرّ وإذا أراد أن يتكلّم تدبّر
فإن كان خيرا تكلّم فغنم وإن كان شراً سكت فسلم وإذا عرّضت له فتنة إستعصم بالله وأمسك يده ولسانه وإذا رأى فضيلة انتهز بها لايفارقه الحياء ، ولا يبدو منه الحرص .. ( فتلك عشر خصال يُعرف بها العاقل )
صفات الجاهل :
أن يظلم مَن خالطه ويتعدّى على مَن هو دونه ويتطاول على مَن هو فوقه كلامه بغير تدبرٍ إن تكلم أثم وإن سكت سهى وإن عرضت له فتنةٌ سارع إليها فأردته
وإن رأى فضيلةً أعْرض وأبطأ لا يخاف ذنوبه ولا يرتدع فيما بقي من عمره
يتوانى عن البر غير مكترث لما فاته أو ضيّعه..
( فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حُرم العقل )
***
وقيل في العاقل والجاهل ..
العاقل
المتمتع بقدرات العقل , ومبدع
بالتفكير والتحليل والاستنباط
وتعامــله موضوعي مع الاخـــريـــن
على قدر من العلم بشؤون الدنيا و الدين
عنده قابلية التعلم والتطوير والتغيير إلى الأفضل .
***
الجاهل
فرد محروم من نعمة العلم
يجمع بين
الجهل والحــمق والغــباء والطيـش
ولا يستفيد من مؤهلات العالم
ولا يتخلي عن جهله
مهما طال به الزمن .
والحوار وسيلة للتفاهم بين البشر على أن يكون الحوار حرًا بلا حدود لا يقف في طريقه إلا حدود الشرع .
*** عوائق الحوار :
الخوف، الخجل، المجاملة، الثرثرة الإطناب
إستخدام الغريب من المصطلحات
رفع الصوت من غير ضرورة
الصراخ، التعصب، إظهار النفس
وعدم الرغبة في إظهار الحق .
*** وعقيدة الحوار ( الحق )
يقول الإمام الشافعي :
ما حاورت أحدًا إلا وتمنيت أن يكون الحقإلى جانبه .
*** أنواع الحوار :
حوار هادئ عقلاني
حوار متشنج
*** مضمون الحوار
ينقسم الى اربعة اقسام هما :
(1)
الحوار المتفتح ويقوم
على وضع الامر بما يناسبه
دون تحيز او محاباه
(2) الحوار المتزمت
القائم على المهاترة ولا الرغبة في الحق
(3)
حوار العلماء
فوائده عظيمة
يقوم على إحترام الذات والآخرين
وتقبل الرأي الآخر ما دام لا يمس الثوابت في العقيدة
والإدراك الكلي أن للحوار هدفًا يراد تحقيقه
(4)
حوار الشهرة والانتصار للذات
***
نوعية الحوار ..
(1)
الحوار بين العاقل والجاهل
فلابد من حلم العاقل ليعلّم الجاهل
(2)
حوار شيوخ والشباب
مراعاة المراحل العمرية، واختلاف الأعراف
والعلاقة بين خبرة الحياة عند الشيوخ
وحيوية علم الشباب
وله قسمان
صراع الأجيال
والتكيف بين الأجيال
(3)
حوار المتخصصين
وغير المتخصصين
(4)
حوار الحاكم والمحكوم
وفيه احترام عقول الآخرين ذلك الحوار البناء
واحترام قدر الحكام وإنزال الناس منازلهم
دون التنازل عن الموضوعية
وإخلاص النصيحة بين الطرفين .
***
قواعد الحوار :
تحديد المتفق عليه والقاسم المشترك
تحديد ما نتحاكم إليه
كالتحاكم إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة
والقيّم من القيم والأعراف المحلية والوطنية والعالمية
والتحاكم إلى الثوابت بقواعد المنطق والقياس .
***
التسليم ببدهيات المعرفة، وبدهيات السلوك فكيف نتحاور مع من لا يرى في الصدق فضيلة وفي الكذب رذيلة مثلاً؟!
*** اللياقة، واحترام الحوار
وتقبل الرأي الآخر
والإحترام الشخصي
والرغبة في الوصول إلى الصواب
والإبتعاد عن الجاجة والجدل العقيم .
***
صفات المحاور:
المحاور الجيد ..
عالماً بما يحاور وملم , له القدره على التعبير،
ويتميز بالحلم وسعة الصدر , و سرعة بديهة
واستحضار الشواهد، والذكاء، ويجمعها:
[الحكمة]
العلم والفهم والتعبير
ومثال ذلك
حكمة نبي الله إبراهيم عليه السلام
في حوار النمرود إذ ألزمه الحجة
{قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَيَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِفَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} [البقرة: 258]
آداب الحوار :
احترام شخصية المحاور، وملاطفة لنتجنب العداوة
أو نخفف من حدتها، وألا نستهين به ابتداءً
الاستهانة تضعف الحجة وتثير الخصم
الانتباه له وفهم حججه
ونفسح المجال لإبداء رأيه .
*** المرونة في الحوار وعدم التشنج
مقابلة الفكرة بفكرة تصححها أو تكملها
وقبول الاختلاف، والصبر على فهم أفكارالمحاور
حتى لو نعتقد خطأها من البداية
التواضع وعدم الاستعلاء
على الخصم أوفكرته .
***
حسن الكلام:
التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة
ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك
دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف
ومن حسن الكلام الرفق في الكلام: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طـه:44].
*** اللغو واللغو فضل الكلام وما لا طائل تحته
فلا يخوض المحاور فيما لا يثري المحاورة
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]
وفي الحديث الشريف:
[طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه]
والابتعاد عما لا يفيد في الحوار
يحفظ هيبة المحاور، ويحفظ وقته، وأوقات الآخرين.
ومن حسن الكلام
توضيح المضمون باستخدام ما يفهم من التعابير
دون تقعّر أو تكلف
وفي الحديث الصحيح:
[هلك المتنطعون]
وكذلك:
"إن أبغضكم إليّ وأبعدكم عني مجلسًاالثرثارون والمتفيهقون والمتشدقون"
***
الموضوعية في الحوار
ونعني بها اتباع المنهج العلمي
والحجة الصحيحة، وقبول الرأي الآخر إذا كان مقنعًا
والاعتراف للخصم بالسبق في بعض الجوانب
التي لا يسع العاقل إنكارها
والتحاكم إلى المنطق السليم
حسن الصمت والإصغاء في الحوار
*** فوائد الصمت عند الحوار:
خطوة نحو الكلمة الصائبة
يزيد العلم ويعلم المرء الحلم
الصمت بريد السلامة: "رحم الله امرءًا قال خيرًا فغنم أو سكت فسلم" أما الإصغاء فهو أدب عظيم
وتقول العرب:
رأس الأدب كُله الفهم والتّفهم والإصغاء إلى المتكلم .
***
فشل الحوار : التعصب للمذاهب والأفكار والأشخاص.
والتعصب ظاهرة قديمة
موجودة في مختلف المجتمعات البشرية
وفي مختلف مستوياتها، وهي ظاهرة تمثل انحرافًا مرضيًا
حينما لا تكون ذات مضمون أخلاقي، كالانتصار للحق أو لدعاته
والتعصب ينشأ عن اعتقاد باطل بأن المرء يحتكر الحق لنفسه
والمتعصب لا يفكر فيما يتعصب له
بل يقبله كما هو فحسب
لذا فلا يمكن لمتعصب أن يتواصل
إلا مع من يردد نفس مقولاته .
***
المراء المذموم واللجاجة في الجدل
ومحاولة الانتصار للنفس ولو على حساب الحقيقة
والجدل خلق مذموم
ينبغي للإنسان أن يبتعد عنه
وإذا اضطر إليه فيجب أن يكون
بالتي هي أحسن
{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} [النحل: 125]
ومعنى ذلك : أن يتجنب الإنسان الجدال العقيم والفاحش والبذيء
وإذا أراد أن يجادل فلابد أن يجادل بالحسنى
وإذا وجد أن النقاش يقود إلى طريق مسدود
فينبغي أن يتوقف , فالإستمرار عبثًا لا خير فيه
فكما قال صلى الله عليه وسلم:
" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا "
" فما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " رواه الترمذي وصححه
*** التفكير السطحي
الذي لا يغوص في أعماق المشكلات
ولا يدرك أثر العلاقات ببعضها
ولا يستوعب تأثير المتغيرات
بل يتوقف عند الأسباب الظاهرة للمشكلة
التي غالبًا ما تكون أعراضًا للمشكلات وليست جواهرها
والتفكير السطحي هو الذي يغيب العقل، ويهمل العلم
ويغفل العمل ويجافي سنن الله في الآفاق والأنفس
ومن سماته أيضًا:
إرجاع المشكلات والظواهر إلى عامل واحد
مع إغفال أن تعقيد المشكلات لا يستوعبه سبب واحد
كما أن إرجاع المشكلات إلى سبب واحد يصاحبه
قدر من التبسيط يتنافى مع عمق التجارب الإنسانية
***
فوائد ترك الجدل:
أولا :
أن نعترف بأخطائنا إن كنا مخطئين
والاعتراف بالخطأ فضيلة .
*** ثانيهما :
أن نحترم آراء الآخرين.
التسرع في إصدار الأحكام
إذ إن التسرع في إصدار الأحكام دون روية
مع عدم وضوح الرؤية، يوقع في أغاليط وأخطاء .
***
أسباب التسرع والغرور :
الغرور بالنفس، والاعتداد بسرعة البديهة.
الكسل الذهني وعدم الرغبة في إجهاد الفكر للتعرف على الحق
الانفعال النفسي، كالغضب والخوف والطمع وطيش الهوى
الحاجة الملحة ومدافعة الضرورة الطبيعية.
ولقد انتقد القرآن بشدة لاذعة
الذين يقفزون عند السماع الأولي للمشكلة
إلى إصدار الأحكام وإشاعتها
دون السماع لها بالمرور بمنطقة السماح الداخلي
والتفاعل مع القدرات العقلية وتبادل التحليل والاستنتاج
ويصف القرآن هذا الأسلوب المتسرع
بأنه تلقٍّ للمعلومات الأولية باللسان
دون الصبر عليها حتى تمر بالأذن
وتصل إلى منطقة الوعي
قال الله تعالى :
" إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَعِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ " [النور:15]
ويتهدد القرآن الفاعلين لذلك بالعقوبة الإلهية
لما يترتب على هذا الأسلوب في الحكم من أخطاء
" يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
[النور:17] .