صدى (متابعات) : أوضح استشاري أمراض جلدية، أن مغاسل الملابس التجارية العامة التي لا يراعى فيها الالتزام بالمعايير الصحية، قد تتسبب في انتقال الفطريات والميكروبات المؤدية للإصابة بالأمراض الجلدية بين الأشخاص الأصحاء جراء ارتدائهم المباشر للملابس التي استلمت من مثل هذه المغاسل، داعيا إلى الاهتمام بقواعد السلامة من الأمراض الجلدية المعدية خاصة لدى حجاج بيت الله الحرام.
وقال الدكتور محسن شاهين - استشاري أمراض جلدية: "إن العلم أكد إمكانية انتقال الأمراض الجلدية المعدية جراء الغسيل الجامع لملابس مصابين بالأمراض الجلدية مع ملابس الأصحاء خاصة إذا لم يراعى فيها أسس وضوابط الغسيل السليم، وهذا يستبعد من المغاسل العامة المعتمدة والشهيرة لا سيما التي تفرد دورات الغسيل للاستخدام الشخصي بشكل متجدد، مضيفا أن غالبية الفطريات التي تنتقل بالملابس هي ما يطلق عليها "التينا" وتنتقل عادة من استخدام الفوط من شخص لآخر بشكل مباشر.
وحذر شاهين من الإصابة بفايروس "الهربس" الذي ينتقل عبر دورات المياه ويصيب الإنسان في أعضائه التناسلية الحساسة نتيجة التصاق الجسد مباشرة بجلوسه على كرسي التواليت بعد استخدامه من قبل آخرين دون تعقيمه بالكلور والمطهرات التي تقتل الميكروبات، مشيرا إلى أن مناعة جسم الإنسان في حال كانت قوية وجيدة لا تظهر أعراض الإصابة بالفايروس على المصاب وإنما تبدو عليه الأعراض في حال ضعفت المناعة أو تعرض الإنسان لنوع من الالتهابات، حينها ينتهز الفايروس الفرصة لتأكيد وجوده.
وحول صحة ما يشاع من حمل بعض الملابس الجديدة لأنواع من الفايروسات والبكتيريا بسبب التخزين السيئ لها في المحال وأهمية غسلها قبل الارتداء، أبان شاهين أنه ينصح عادة بغسل الملابس بالماء الساخن قبل لبسها على الرغم من أن نسبة انتقال البكتيريا فيها ضعيفة بسبب أن الفطريات والفايروسات تحتاج إلى تغذية وتموت إن لم تجد أجسادا تتغذى منها، ولذا فإنها إن وجدت بيئة صالحة لاستمرارها ونموها فستنتقل لها بالتلامس ويساعدها على التنشيط الأجواء الحارة وتعرق الإنسان. وأكد ضرورة تصيد الحاج لفرصة غسل جسده بالماء الدافئ للحد من انتقال الميكروبات.
كما ينصح شاهين الحجاج بتنشيف أجسادهم على الدوام لكون الرطوبة بيئة جيدة تنمو عليها الميكروبات مع عدم استخدام فوط مستخدمة لا سيما أن الميكروبات تعيش لساعات طويلة تقاوم للبقاء إلا أنها لا يمكنها الصمود أكثر من أسبوع كامل دون تغذية.
وفي السياق ذاته، أفاد الدكتور محمد المزين استشاري الأمراض الجلدية أن بعض المساحيق الخاصة بغسيل الملابس قد يتحسس منها مريض الجلدية، ولذا يعد غسيل الملابس في المنزل أفضل من غسلها في المغاسل التجارية لكن هذا لا يعني عدم غسلها في المغاسل في حال الاضطرار أو الرغبة في ذلك. ولفت إلى أنه لم يثبت علميا انتقال الأمراض الجلدية المعدية من جراء الغسيل بالماء فقط دون استخدام مساحيق التنظيف والمعقمات لكون بعض الأمراض وراثية كالصدفية، وأما بعضها الآخر يكون ناتجا عن الحساسية من بعض المنتجات الصناعية أو الطبيعية، في حين أن صنفا منها ينتج عن طريق العدوى كالجدري والحصبة.