حدثني بصوت مخنوق متهدج وبوجه مكفهر متهيجه قسماته رائجة الاسى والمراره بتركيز عالي تلف حروفه وتمتماته يقول لا اعلك كيف راودني عن نفسي وتسلسل الى عقلي واحكم وثاقه وشد حباله فلم اعد املك له صدا او قدره على الخروج من حبائله ولذيذ اغرائه
وهو يستعرض بعضا من المفاتن وصورا من الاغراء يداعب بها شهوتي ويدغدغ بها غرائزي
ويهمرني ويغمرني بايحات ولمحات وتشكيلات من مقاطع الخطيئه وفنون الرذيله
نعم استسلمت لله وطفقت انا وهو نتطارح الاثم والفجور لانفرغ من سوء وذنب حتى نعيد الكره مره اخرى مضينا على هذا الحال ماشاءت انفسنا الضاله لنا من الزمن
ونحن نستقي من كؤوس المتعه النتنه ونقارعها بافيئده مسوده لاتكاد تبصره بها ما صغر من بياض
وفي يوم من الايام واذا ببضع مني يتالم وانا اصرخ منه صراخا مكتوما لانبره به ولا صوت مبين يجلجل باعماقي ويكوي ضلوعي وبسياطه الملحق باخرها حاد الاشواك يجلد قلبي وجوفي ابكي ليل نهار اسودت الدنيا بعيني وضاقت علي بمارحبت واصبحت انظر لنفسي بكثير اشمئزاز وعظيم امتهان ودنو قدر ولا اعلم كيف سمحت لهذا الخبيث ان يقودني الى هذا المصير
بدات محاولا ان افك بعضا من طلاسم حديثه واقوله ماهو خطبك واي امر قد اذاقك من هذا المرء ماارى
هل سلبت مال احد بتغرير او تدليس هل سعيت بفتنه اريق بها دم هل سعيت بوشايه ونمميه فرقت الاحباب والاهل والاصحاب هل غششت الناس بتجارتك
يقول كلها واعظم يانواف انا اغتصب كل يوم بلا هواده ولارحمه وقواي خائره عن دفع هذا الاغتصاب فلا اقوى ان اعترف بذنبي واتحمل وزره وتبعاته ولا اقوى ان اتجاهله واسكته وانزع خناجره ونباله وسهامه التي تغرس
بنفسي ليل نهال
قلت ولكن من يغتصبك قال ضميري قلت ولكن وهال الضمير يغتصب قال والله ان الضمير عندما يفيق من سباته ويصحو من سكرته ويفجع بسوء الصنيع
انه لايباعد من يتم اغتصابه بكل عنف وهو لايقوى ان يدفع عن نفسه الاذى