أصوات القصف تسمع من أكثر من منطقة ويكاد يغطي أزيز الرصاص وصوته حين يرتطم بالجدران، والخطى مسرعة نحو مكان للاحتماء به، وطريق يقطعه قناص أحاول أن أعبره إلى الطرف الثاني. الهاتف الجوال يرن (ونادراً مايرن) ولاتغطية للشبكة إلا في مساحة مفتوحة.
من معي؟ أنا فلان من مكتب كذا السياحي، ننظم رحلة إلى شرم الشيخ!
وبدأ يسرد التفاصيل وأسماء الفنادق وبرنامج الرحلة، وأنا مسرعٌ في طريقي محاولاً عبور الشارع من غير أن أنجح، أكاد لا أبلع ريقي والمتصل يشرح تفاصيلاً تمر أمام ناظري، وتنقلني لدقيقة من مكاني ثم تعيديني إليه رصاصات قريبة من المكان يسمعها محدثي, فيحس أنه أخطأ الوقت والزمان والمكان والشخص.. فيقول محاولاً تدارك الموقف:
“هذه الرحلة متكررة وتستطيع أن تذهب في وقت آخر، وليس ضرورياً أن تكون إلى شرم الشيخ فلدينا أيضاً رحلات إلى مكة”!
وأنا مازلت في موقف يصعب علي التكلم فيه بسبب الجو المحيط, ثم يصمت الرجل وكأنه ينتظر مني الإجابة، وأنا على الرغم من أنني أمسك الهاتف بيدي وأسمعه إلا أنني في عالم آخر عن عالمه، فما أجد من نفسي إلا أن أقول له صارخاً: “يا أخي احجزلي على الطرف التاني من الشارع وبعات الطيارة على السريع”.
وفي اخبار الثورة السورية :
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات بشار ارتكبت ما وصفته بـ"المجزرة" في دوما بريف العاصمة حيث أعدمت ميدانيا 20 شخصا بينهم 8 سيدات و3 أطفال أثناء مداهمات شنتها في المنطقة.
وفي إدلب قتل 12 شخصا بينهم 5 جراء قصف الطيران الحربي على بلدة معرشورين، بينما سقط 7 أشخاص في قصف على كفروما في ريف المدينة.
في هذه الأثناء بث مقاتلون من المعارضة المسلحة شريطا أعلنوا فيه سيطرتهم على حاجز عسكري بريف إدلب، وقالوا إنهم "حرروا" منطقة حارم القريبة من الحدود التركية.