ورد في شرح الحديث حول معنى ( وجعل فقره بين عينيه ) أن الدنيا فقر كلها وحاجة الراغب فيها لا تنقضي .. فهي كالعطاش كلما ازداد شرباً ازداد عطشا .. فمن كانت الدنيا نصب عينيه كان خوف الفقر بين عينيه وساكن قلبه .. وفقر سره واختلفت الطرق عليه وتشتت همته وتعب بدنه وشرهت نفسه .. وازدادت الدنيا بعداً عنه لإنه لن يأتيه منها الا المقدور .. والمقدور منها لا يغنيه !
أن من ابتلاه الله بحب الدنيا يكون دائما مشاهدا لفقر نفسه غير قانع بما آتاها الله تعالى، بل هو متطلع إلى الدنيا راغب فيها لا تنقضي منها حاجته ولا يبلغ منها غايته،
و أن صاحب الدنيا إذا امتلأت يداه مالاً فإن قلبه يمتلئ فقراً فيحس أنه فقير، ويشعر أن المال سوف ينتهي .. !!
سبحان الله صاحب الدنيا بالفعل الأموال بين يديه والفقر بين عينيه .. يخاف الفقر .. فلا ينفق على نفسه ولا على عياله .. انه الحرمان بعينه ..