فاطمة مشهور - جدة
الجمعة 19/10/2012
هل تطبق بعض الزوجات مبدأ قص ريش الزوج حتى لا يتزوج بأخرى؟
تلك الطريقة كما يقول بعض المختصين غير عملية وسوف تؤدي إلى نتائج عكسية قد تكون ضحيتها الزوجة نفسها. وبالعكس من ذلك فإن وجود السيولة المادية لدى الزوج قد تدفعه إلى التفكير في مشروعات خاصة به مثل الإكتتاب في سوق الأسهم أو العقار وغيرها من المشروعات الإستثمارية. أما سلبها منه فقد تشعره بأن الزوجة مسرفة مما يدفعه للتخلص منها.
غير مجدٍ
في البداية تقول الأخصائية الإجتماعية بوزارة الشؤون الإجتماعية سميرة العبادي: إن من وجهة نظري الجازمة أن هذا الأسلوب الذي تتبعه بعض الزوجات تطبيقًا للمبدأ سالف الذكر غير عملية وغير ناجحة، فالرجل إن أراد أن يتزوج فلن تمنعه أحواله المادية من ذلك مهما كان وبالعكس فإن التضييق عليه سيجعله ينفر من زوجته ويبحث عن أخرى.
وكما يعلم الجميع وبخاصة الزوجات أن سبل الزواج ميسرة اليوم في ظل وجود أعداد كبيرة من العوانس وما يواكب ذلك من مغريات مثل خفض المهور، واستعداد بعض الفتيات بالزواج من متزوج، والبعض الآخر من الفتيات يلجأن إلى تقديم مغريات للزوج مثل تقديم السكن ومساعدات مالية.
لذلك فإن الأسلوب الذي تتبعه بعض الزوجات بحجة منع الزوج من الزواج بأخرى يعد فاشلًا ولن يفضى إلى أى نتيجة تذكر، وكان الأولى للزوجة أن تحافظ على مال زوجها وبيته وتسعى إلى مساعدة زوجها في إنفاق دخله في سعادة الأسرة وليس التقتير عليه والسيطرة على أمواله وحفوفه كما تفعل بعض الزوجات بحجة منع زوجها من الزواج بأخرى كما ينبغي أن تسهم في مساعدة زوجها ماديًا إن كانت عاملة أو لديها دخل.
نتائج وخيمة
وتشير المستشارة الأسرية والأخصائية الإجتماعية هاشمية حاج إلى أن معظم المراجعات للعيادات النفسية هن ضحايا زوجة ثانية وفي الغالب تلجأ الأخصائية النفسية قبيل إخضاع المريضة للعلاج.
ومن خلال تجربتي مع المراجعات النفسيات أجد أن معظمهن من ضحايا الزوجة الثانية، ومن خلال حواري مع المريضة أستنتج أنها قد حاولت بقدر الإمكان الحيلولة دون زواج زوجها بأخرى ومن ذلك مصادرة كل ما يملك والتضييق عليه.
وقد حدث أن جاءتني مراجعة أصيبت بانهيار عصبي شديد، وأثناء حواري معها توصلت إلى العديد من الأسباب ومنها أن هذه الزوجة التي كانت تغرق في حب زوجها إلى الثمالة كانت تخشى أن يتزوج بأخرى فلذلك ضيقت عليه الخناق ماديًا وتقول هذه المريضة أنها كانت تصادر حتى ما في جيوبه من نقود ولا تترك له سوى عشرة ريالات في اليوم الواحد كمصروف ولكنها فوجئت في أحد الأيام بزواجه من أخرى حيث كان الزوج يدخر بعض الأموال سرًا من جراء أعمال إضافية كان يمارسها.
وتضيف الزوجة أنها حينما فوجئت بنبأ زواجه من إحدى صديقاتها استغربت ذلك فلما طالبته بطلاق الزوجة الجديدة أكد لها أنه يمكن أن يطلقها هي ويتمسك بالزوجة الجديدة.
ومن هنا كما تقول المستشارة الأسرية أن لا شيء يمنع زواج الرجل بأخرى إن أراد ذلك، ولذلك أنصح بضرورة أن تتجنب الزوجات مثل هذا الأسلوب والذي قد يدفع إلى مشكلات أخرى لا حصر لها. ومن مبدأ الرجال قوامون على النساء ولذلك فلابد أن يتولى الزوج الإنفاق على الزوجة والأبناء وهناك أساليب أخرى يمكن أن تلجأ إليها الزوجة للحيلولة دون زواج زوجها بأخرى ومن تلك الأساليب مساعدة الزوج في الإنفاق وحسن توجيه المصروف ومساعدته على الترشيد.