منذ مطلع الثمانينيات اصبحت منطقة الخليج العربي مسرحا للعبة الشطرنج البارده بين حلفي الناتو وورسو أو مايسمى المعسكرين الشرقي والغربي وذلك بعد سقوط مملكة الشاه في إيران والتي كانت مواليه لأمريكا وحل بدلا عنها دولة الملالي والتي واجهت رفضا من الامريكان وشنوا عليهم حربا قامت بها العراق بالوكاله للقضاء على نظام الخميني في مهده والذي فتح الباب على مصراعيه للروس وتحالف معهم وبرغم أن الحرب المتسرعه التي شنها العراق وأمريكا ضد طهران كانت بعيد الثوره الإيرانيه بقليل إلا أنها خدمت نظام الخميني بتوحد كل معارضيه تحت رايته لدفع الصائل الأمريكي العراقي .
وبلغ التحالف الإيراني الروسي أوجه في مطلع التسعينيات حينما كان المعسكر الغربي ودول عدم الإنحياز مشغولون بالغزو العراقي للكويت ومهمة تحريرها فوقعت طهران في غفلة من العالم اتفاقيات تطوير قواتها القتاليه مع روسيا في صفقات بلغت عشرات المليارات كان من ضمنها نقل التكنلوجيا النوويه وصناعة المفاعلات الكبيره ومنها مفاعل بوشهر والذي خطط له أن يكون في قمة جاهزيته في عام 2000م الا أن العلماء الروس ولله الحمد أخفقوا في ذلك فكتب له التأجيل ونسأل الله الا يقيم له قائمه.
بعد فشل العراق في تحقيق الهدف الأمريكي من حرب ايران قرر الأمريكان القضاء على نظام الملالي بأنفسهم وبحرب مباشره وأن لاتقوم هذه الحرب إلا بعد أن تسبقها حرب إقتصاديه تنهك الإيرانيين وقبل ذلك إيجاد بديل شيعي يحفظ توازن القوى في المنطقه والذي إكتشفت أمريكا أهميته لمصالحها (ولكنها لا تريده من ايران) ولتظل الحاجه قائمه ومستمره للشرطي الأمريكي وقواعده ومعداته ، فكان الحل الأفضل إزالة صدام وحزبه من المسرح السياسي وإحلال بدلا منه حكومه شيعيه عراقيه ثم بعد ذلك يتفرغ الأمريكان لإيران وحربها بعد أن ضمنت سلامة مصالحها الإسترتيجيه بوجود التهديد العراقي (الوهمي) .
ولكن الرياح لم تجري كما اشتهى الأمريكان فبعد سقوط صدام ونظامه تفطنت روسيا لخبث الأمريكان والذي قربوا الشيعه العراقيين وفتحوا لهم ابواب الحريه وأقاموا بدعهم ومنكراتهم في كل وقت وحين فصارت كمن تغازل إيران بشيعة العراق وهي تلف حبل المشنقه على الرقبه الإيرانيه فأستغل الإيرانيين بتخطيط روسي الأوضاع العراقيه وأدخلوا ألاف العناصر المقاتله سواء رسميه إيرانيه أو ممن جاءوا من اجل الجهاد من أبناء السنه عن طريق سوريا وذلك لإطالة أمد إنشغال الأمريكان بالمستنقع العراقي اولهزيمتهم إن أمكن في هذه الموقعه.
بعد هذه الفتره الطويله والتي بقيها الأمريكان في العراق وكلفتهم الكثير لم يعد لدى الأمريكان خيار من إسقاط ملالي طهران والقضاء على موضع القدم الروسيه على الخليج لتصبح مياه الخليج الدافئه من نصيب الأمريكان فقط.
الروس يعتقدون أيضا أن هذا سيحدث عاجلا أم أجل وسيرحل نظام طهران ليحل بدلا عنه نظام معتدل لذلك هم الأن يتمسكون بالنظام السوري موضع القدم الأخرى لموقعها الإستراتيجي من الطفل الأمريكي المدلل (إسرائيل) ويحاولون حمايته كما تحمي أمريكا النظام العراقي الشيعي واسرائيل.
الحديث في ذلك يطول وتتشابك الخيوط السياسيه بتشابك المصالح الإقتصاديه والإقتصاد هو مايهمنا ولكن الإقتصاد لا ينجح ولا يقوم إلا على قاعده سياسيه صلبه
لذلك نأمل أن يحفظ الله لنا إستقرارنا السياسي في بلدنا وأن يجنينا الشرور ماظهر منها ومابطن.
وللحديث بقيه وبشكل مفصل لاحقا إن شاءالله إن أعجبكم الموضوع