تذكر وأنت تغادر منزلك صبيحة العيد وقد اجتمع أهلك واللتمّ شملك في أمن وآمان ورغد عيش وطيب حنان فالزوجة الحسناء بجوارك ، والأطفال الصغار من حولك ، وأنت في ظل ظليل ، ومنزل بالخير عميم ، متكئ على فراش وثير ، نعم .. تذكر أن هناك دموعا غارقة في لجج الليالي ، لا تعرف عيدا ولا العيد يعرفهم ، يتامى لا يجدون حنان أب ، وأيامى فقدوا رحمة زوج ، وجموعا كاثرة من إخوانك في العقيدة والدين شردهم الطغيان ، ومزقتهم الحروب ، يفترشون الغبراء ، ويلتحفون الخضراء ، ويتضورون في العراء ، يذوقون من البأس ألوانا ، وتجرعون من العلقم كيزانا ، فقر مدقع ، ومطالب قاسية ، يأتي العيد عليهم حسرةً في القلوب ودموعا تنهمر على الخدود ، فكن أخي المسلم أهلَ عطفٍ وإحسانٍ وكرم وجود ، امسح بكفيك الكريمتين الناعمتين دموعَ أولئك الحيارى ، وقدم لهم خيرًا وإحسانًا { وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } ليكن لهم من عيدك نصيبا ، و " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " جعل الله عيدنا وعيدك فوزاً برضاه ، ونجاة من ناره ولظاه ، وأن يجعلنا ممن قبل طاعاتهم وأعتق رقابهم .. آمين . وصلى الله وسلم نبيه ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم نلقاه .