من العبارات الشهيرة للاعتذار قول أحدهم: «امسحها في وجهي»، فيها يقدم وجهه – وهو الواجهة وعنوان الكرامة في ثقافتنا- للمسح، طلباً للعفو والتسامح، وغالباً ما يكون المتبرع بوجهه للمسح غير مسؤول مباشرةً عن الفعل محل الاعتذار، لأن المسؤول عنه «مقطوع الوجه» فلم يبقَ لديه حيز يمكن المسح عليه أو فيه، بل انمحت تقاطيعه وقسماته جراء الفعل.
وأخيراً – وكما كان متوقعاً – تم إيقاف تداول أسهم مجموعة المعجل، وأعلنت المجموعة توقعات أن خسائرها في الربع الثاني من هذا العام ستبلغ 800 مليون ريال، وهو ما يعني أن خسائرها المتراكمة تجاوزت رأسمالها. وهي مولود جديد عرف «جنسه» منذ أيام الحمل الأولى، والمسؤول عن هذا هو طريقة الخصخصة السعودية التي تفتح الأبواب للكبار لأكل مدخرات الصغار، من دون أدنى مسؤولية، فالأوراق… مستكملة!، حلقة من مسلسل التفقير في وقت تواجه فيه الدولة البطالة مع الفقر، تسمح جهات حكومية بتكرار حدوث مثل هذا. السؤال: هل تجوز المخاطرة بمصلحة الجميع، لأجل عدد قليل جداً من الأفراد؟ ولماذا لا يفتح هذا الملف من هيئة «نزاهة»، لمعرفة مستوى النزاهة، ما دامت لا تعرف مقدار مستوى الفساد في البلاد؟
وكشف موقع «أرقام» عن ثمانية مصارف سعودية متعرضة لديون مجموعة المعجل بمبلغ إجمالي قدره بليون و163 مليون ريال، يتقدمها «ساب» ويليه «الرياض».
وليست جميع أموال المصارف ملكاً لها، بل إن معظمها أموال المودعين، وترى – مثلما أرى – أن المصارف انضمت إلى المكتتبين في «المجموعة» على قائمة المتضررين، لكنها تستطيع وضع اليد على بعض «قش» المجموعة، إن تم إعلان إفلاسها رسمياً، وهو الأكثر احتمالاً، أما المكتتبون الذين توهموا الاستثمار – ممن صدقوا إعلانات المجموعة عند الطرح واعتمدوا على الثقة في السوق وفي هيئة السوق والحكومة – فلهم الله تعالى، وكأني أسمع أصواتهم تسأل بحرقة: «نمسحها في وجه مين؟».
5 1 0 الكاتب: عبدالعزيز السويد 12 سبتمبر 2012م جريدة الحياة