بسم الله الرحمن الرحيم
مبارك عليكم الشهر..
كل عام وأنتم بخير......
الحمد لله الذي بلغنا رمضان..... شهر الرحمة والغفران....
هكذا كنا بالأمس ، نتلقى التهاني بقدوم الحبيب الغالي، ضيف لطالما انتظرناه
نعد الأيام والليالي للقياه ، نحنّ له ونشتاق لزيارته ، وماهي إلا أيام ونودعه ، بل وسنتلقى فيه التعازي لرحيله!!
ترحل الشهر وا لهفاه وانصرمـــا *** واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسراً *** مثلي فيا ويحه يا عظم ما حرمــــا
من فاته الزرع في وقت البـــذار *** فما تراه يحصد إلا الهم والندمــــا
طوبى لمن كانت التقوى بضاعته *** في شهره وبحبل الله معتصمـــــا
وقبل أن نتحسر على غيابه ، ونذرف الأدمع عند وداعه ، علينا أن نجتهد فيما بقي أيما اجتهاد ، لنعوض مافات بصلوات خاشعة وتنوع في العبادات ،ولنتزود فيه من الخيرات ، لنجعل غاية صيامنا تقوى الله عز وجل ، ولندعو الله الإخلاص في الطاعات...
من صيام وقيام ، وقراءة قرآن ، وإطعام طعام وغيرها من أنواع العبادات ..
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه".
علينا أن نجعل من رمضان مدرسة لبقية الشهور، وذلك بالمداومة على ماكان فيه حالنا من أعمال صالحة ، حتى لو كانت قليلة " فقليل دائم خير من كثير منقطع"والمرء الصالح يجتهد طوال سنته وليس فقط في رمضان..
لنبدأ معه حياة جديدة ، لنغير فيه من أنفسنا ، فلو سأل كل منا عن مدى رضاه عن نفسه وعن حاله وعلاقته مع خالقه فستكون الإجابة حتما..أنه غير راضٍ البتة!!
علينا أن تكون لنا معه أحلى وأطيب الذكريات تبقى معنا ماحيينا..
أما إن مرت تلك الأيام الفضيلة مرور الكرام فعلى الدنيا السلام ، ووالله إن ذلك لهوالخسران..
خسر من فرط فيها بالمباحات والملهيات ، خسر من ضيع وقته أمام تلك الشاشات والفضائيات....خسر من هجر القرآن وحرم عينه وقلبه التدبر والتأمل في تلك الآيات البينات....
وحتى لانكون من الخاسرين والعياذ بالله، وحتى لا نعض أصابع الندم والخيبة والحرمان لخسارتنا أحب وأغلى الشهور على قلوب المسلمين وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران شهر رمضان..علينا البدار البدار ياإخوتي الكرام ، قبل أن يكون هذا حالنا معه وبعده ، ونظل نتألم لرحيله دون أن نكون قد زرعنا فيه مانجد ثماره عند الرحيم الغفار ، وقبل أن نذرف دموع الخيبة على ضياعه في الليل والنهار...
أسأل الله عز وجل أن يعينني وإياكم على صيامه وقيامه ، وأن يجعلنا من المعتوقين من نيرانه...