لا أعرف الإعلامي الشهير داود الشريان معرفه شخصيه ، ولم أقابله يوما ولكني حادثته ذات مره في عام 2005 تقريبا حينما كان يعمل في تلفزيون دبي وكنت أنا وقتها محرر صحفي في جريدة الجزيره وكان عندي تحقيق صحفي فقام الزميل مطلق البقمي بإعطائي رقم جواله ونصحني بأخذ رأيه بحكم معرفته به إبان ترأسه _الشريان_ للشركة السعوديه للأبحاث والنشر .
وكان داود في مكالمتي له شفاف وواضح ولم يتوجس خيفة من المتصل الذي يحادثه لأول مره بل وألقى اللوم على الجهه محور التحقيق وهي هيئة الصحفيين .
بعد ذلك بفتره إنتقل الشريان لمجموعة mbc وبدأ شهرته المحليه والتي سبقتها بالتأكيد شهرته العربيه حيث إستضاف في قناة دبي رؤساء دول ووزراء وسفراء وكان حديثه معهم بلا تملق وأسئلته في الصميم.
واصل الشريان نجاحه المحلي كما كان نجاحه العربي وأكثر حيث سلط الضوء الإعلامي على الكوارث المحليه و هذا هو واجب الإعلام الحقيقي تسليط الضوء أما الحلول في من واجب المسؤل والذي بيده الحل وعلى رقبته تلتف حبال المسؤليه أما الله أولا ثم امام الناس.
ووجهة نظري التي أوردها للأستاذ داود الشريان هي أن يسلط الضوء على القضيه الأم وهي التي تسببت في كل المشاكل الإجتماعيه لدينا ولن يفيد مطلقا معالجة الحالات الفرديه وترك المسبب الرئيس يفرز في كل يوم ألاف الحالات فليس من المعقول أن تضل مشاكل المواطنين ومضالمهم تحت الحذاء حتى يعرضها الشريان في برنامجه ثم تحل !!
القضيه الأم هي ضعف المؤسسه القضائيه وعدم ملائمتها لمستجدات العصر .
القضاء عندنا ضعيف جدا وقضايا المواطنين تورث من الأباء للأبناء دون أن يفصل فيها، فتخيل لو أن القضاء له قوه وهيبه في الدوله أقوى من هيبة أي أحد أخر مهما كانت قوته ، لرأيت الفساد في بلدي يجأر إلى جحره كما تعود الحية السامه إلى جحرها وتموت فيه.
ولن يصلح الحال حتى نسمع على سبيل المثال عن معلمة رفعت قضيه على وزارة التربيه لأنه تم تعيينها خارج مدينتها بدون أي مسؤليه من الوزاره فحكم لها القاضي في وقت معقول وقصير نسبيا بأن توفر لها الوزاره السكن الأمن والمواصلات في تلك القريه وإن كانت لاتريد السكن في القريه فيتم توفير المواصلات الأمنه والمريحه وأن يصرف لها بدل خطر وبدل سكن بالقريه ويحدد لها تاريخ تنقل فيه لمدينتها .
وإن لم يتم معالجة وضع القضاء وتقويته وزيادة فروعه كما تزاد المدارس في كل عام فسلملي على كل شيء بعده