السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معرفة انماط الشخصيات يعتبر مثل الكاتلوج اللي يجي مع اي جهاز تستطيع به معرفة التعامل مع الجهاز
ومعرفتك بنوع انماط البشر الذين تعامل معهم يختصر لك الكثير من الوقت ويجنبك الكثير من الفهم السئ
ولو نظرنا في مجتمعنا لوجدنا كثير من الخلافات مبناهاعلى سوء الفهم فتجد من يدافع عن نفسه يقول
لم يكن قصدي كذا بل ان بعض البيوت تهدمت بسبب عدم فهم الشريك نمط وطبيعة شخصية شريكه
وانا ابحث وجدت كلام جدا جميل للدكتور طارق
الحبيب فاحببت ان اعرضه لكم .((وعذرا ع الاطالة))
قال د. طارق حبيب في حديثه في الشخصيات إلى الشخصية الحادية او المزاجية، وهي التي في بعض الاوقات تكون مثالية ثم تنعكس تماما في وقت آخر، ويكون في ساعة لطيفا جدا وفي ساعة اخرى يكون عكس ذلك تماما، ومع الزوجة يكون محبا ثم ينقلب مبغضا ثم محبا وهكذا، فطبيعته مزاجية متقلبة، وذلك لأنه عنده شعور شديد بفراغ الذات، وهو ضعيف القدرة على ضبط نوبات الغضب وعنده ايضا اضطراب في تصور الذات من حيث انه يسأل نفسه كثيرا من انا؟ وماذا اريد؟ وليس عنده تصور للحياة التي حوله ودائما ما يحب التغيير والتجديد وليس عنده استقرار في مشاعره وانفعالاته، بالرغم من انه قد يكون من احسن والطف واطيب الناس احيانا، وينعكس تماما عند شعوره بنوبة ملل او غضب فهو يصبح جامحا ناقدا على كل شيء يراه بطريقة عنيفة لا تتناسب مع الموقف. واعزى د. طارق سبب هذا الانقلاب إلى شخصيته الحادية مؤكدا ان التعامل مع شخص بهذه الشخصية يكون بالهدوء التام معه اثناء الغضب والانفعال، وهذه تعتبر مشكلة في الشخصية، لان الانسان الطبيعي اولا يفكر ثم يتبع تفكيره بانفعلاته، اما الانسان الحادي صاحب الشخصية المزاجية فانفعالاته تسبق افكاره، اذا فرح كان لطيفا مرحا حبيبا خدوما، واذا غضب كان العكس، وهذا الانسان مشاعره تسبق افكاره، وبالتالي فانه يعزي اي رأي يخالفه او فكرة تختلف عن معتقداته بتجريح مباشر له ولافكاره ولمشاعره لانه يحكم من خلال المشاعر فقط ولايحكم عقله احيانا كثيرة، وفي هذه الحالة لابد ان نناشد كل من يتعامل مع اشخاص ذوي طبيعة حادية متقبلة ان هؤلاء الاشخاص اذا تصادمت معهم ستزداد هذه المشاعر وتصبح هناك اشكالية تأخذ اكبر من حجمها الطبيعي بالنسبة له، وهذا ينبع من شخصيته الحادية التي لا تقبل اي تنازع او تصادم معها في المشاعر او الافكار لانه في جميع الحالات يأخذ الصدام على مشاعره ولا يحلله بعقله وبهذا فان لغة المشاعر لا يمكن ان تفهم لغة الافكار، فمثلا هناك شخص يتحدث بالانلجيزية وانت ترد عليه بالعربية فبالتأكيد لن يفهمك وسيتركك ويمشي لانه لم يحصل على رد مناسب للغته وهكذا الافكار والمشاعر وصاحب لغة المشاعر يكون اكثر حساسية من لغة الافكار الذي دائما ما يحلل المواقف قبل ان يصدر سلوكه. واكد على ان الزوجة مثلا اذا صدمت زوجها صاحب الشخصية الحادية فانه يترجم هذا الصدام على انه اهانة شخصية له وذلك في اوقات الغضب اما في اوقات السعادة والفرح فلا بد على الزوجة ألا تراجع زوجها عما قيل وقت الغضب لانه يظل محتفظا بكل ما قيل داخل نفسه ولكن ميزة الشخصية الحادية انها في وقت السعادة تعطي اضعاف ما يعطيه الشخص العادي وتجد منه مشاعر الحب والكرم والحنان والاحتواء بدرجة كبيرة. وللتعامل مع هذه الشخصية اثناء الغضب يجب تبصرته بها وان نعرفه بانه صاحب شخصية حادية متقلبة وان مشاعره تكون قوية ومتأثرة بدرجة كبيرة بكل من حوله فعليه محاولة التزام السكون والهدوء قدر المستطاع وعلى الطرف لآخر ان يترك الطرف الحادي المتقلب هذا يهدأ ولا يتناقش معه بأي اسلوب وينتظر ان تمر العاصفة. ولكي نعالج حساسية هذه الشخصية لا بد ان نعرفه معنى الحب الحقيقي والكره الحقيقي وهو الحب في الله ونحاول ان نوضح له ان يجعل حبه وبغضه في الله اي يحب من يطيع امر الله ويبغض من يتعدى على حدود الله وهذا لكي يكبح من جماح مشاعره القوية التي تستند الى اساس غير صحيح في كثير من الاحيان. واكد على ان الانسان الذي يفهم كيف يتعامل مع الشخصية الحادية يستطيع ان يعيش معه افضل حياة وضرب د. طارق مثلا لهذا الجانب حيث جاءته زوجة تشتكي من وزجها صاحب هذا الطبع العنيف فشرح لها طبيعة شخصيته وكيف يتم التعامل معه وبعد فترة جاءت اليه لتشكره على توضيحه لها لشخصية زوجها واكدت انها سعيدة جدا لانها فهمت شخصيته وعرفت كيف تتعامل معه وترضيه وفي نفس الوقت كيف تأخذ منه ما تريده وما تحب وكل هذا مرجعه انها فهمت كيف تستفيد من عيب زوجها او بمعنى آخر عرفت كيف تتكيف مع شخصية زوجها، وانها الآن تقدر على ان تنقله من لغة المشاعر الى لغة الافكار بهدوء شديد وتذهب به بعيدا عن منطقة الصدام المشاعري، وعن توظيف هذه الشخصية فانه من الافضل توظيفها في اعمال قصيرة المدى لانه متقلب المزاج ويكون له مساعد من اصحاب الشخصيات الهادئة الذي يستطيع ان يقوم بالاعمال التي تحتاج الى صبر وهدوء لفترات طويلة.