![]() |
الشماته ... رب سـاخر الـيوم مـسخور مـنه فـي الـغد ! ! ! ... أحــبتي الـــكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاماً على نبيه الذي اصطفى ، وعلى آله وصحبه ومن بسنته اقتدى ، وبهديه اهتدى . . وبعد : محور مهم من محاورنا التي نتناولها في هذه العجالة ، وهو الشماتة بالآخرين والاستهزاء بهم والسخرية منهم ، قال الله عز وجل في جملة ما بيّن لعباده من الآداب والأخلاق الفاضلة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ } [ الحجرات11 ] . السخرية : هي الاستهزاء والازدراء . والشماتة : السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا وهي محرمة منهي عنها . ومن المعلوم أن الله تعالى جعل الناس في هذه الحياة الدنيا طبقات ، فيخاطبنا جل وعلا بوصف الإيمان ، وينهانا أن يسخر بعضنا من بعض ؛ لأن المفضِّل هو الله عز وجل ، وإذا كان هو الله ، لزم من سخريتك بهذا الشخص الذي هو دونك أن تكون ساخراً بتقدير الله عز وجل ، وإلى هذا يوحي قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر " ، وفي الحديث القدسي : " يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار " . فلماذا تسخر من هذا الرجل الذي هو دونك في العلم أو في المال ، أو في الخُلُق ، أو في الخلقة ، أو في الحسب ، أو في النسب ، لماذا تسخر منه ؟ أليس الذي أعطاك الفضل هو الله الذي حرمه هذا في تصورك فلماذا ، ولهذا قال عز وجل : { عسى أن يكونوا خيراً منهم } ، رب ساخر اليوم مسخور منه في الغد ، ورب مفضول اليوم يكون فاضلاً في الغد ، وهذا شيء مشاهد ، وفي بعض الآثار يروى : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله " . وفي الآثار أيضاً : " لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك " ، إذن يجب على الإنسان أن يتأدب بما أدبه الله به ، فلا يسخر من غيره عسى أن يكون خيراً منه . وكم من إنسان سخر من آخر فابتلاه الله بما في أخيه من عيب ، وهذا واقع لا ينكره أحد . فهذا رجل شمت من أبناء فلان لأنهم جميعاً يشربون الدخان ، فقال : لا خير فيهم يشربون الدخان ، فابتلاه الله بأربعة من أبنائه يدخنون ووقع أحدهم في المخدرات . وكان شاب معاق يبيع عند جامع كنت إمامه ، الإعاقة في رجله ويده وجزء من وجهه ، وكلامه لا يكاد يُفهم ، فجاء شاب آخر يبيع عند الجامع ، وكان الناس يرحمون المعاق ويعطفون عليه فيشترون منه ، والآخر لم يكن عليه إقبال ، فكان يعتدي على المعاق ويسخر منه حتى أنه كان يقلده في مشيته وكلامه وحركاته ، ثم اختفى ذلكم الشاب المعافى فترة من الزمن ، وفي يوم من الأيام وبعد صلاة المغرب إذ بشخص يأتي إلي والله اعتقدته المعاق ، نفس العاهات في كل جسده كالتي في المعاق حتى كلامه لا يكاد يُفهم ، وسلم علي أمام الناس ، فيالله العجب ، كيف كان أثر الشماتة عاجلاً غير آجل ، فاحذروا معاشر المسلمين من الشماتة والسخرية بالآخرين ، فالجزاء عاجل وسريع . ,,,, نقلته لــكم راجيا الأجـــر مـن الـــــــــــكريم الـــــــــوهاب سبحانــــه وتعــالى . لا تحرم نفسكـ من الأجر برفع الموضوع ليستفيد منه إخوانك المسلمين . وفقنا الله وإيـــاكم لما يحب ويرضى والله أعلم وأحكم وصلى الله وبارك على حبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد وأله وصحبه وسلم . محـــــبكـم الـحـصـن ’’’’ |
الساعة الآن 12:29 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir