هذا يوم فريد هذا يوم من أيام التأريخ العظيمة عبارة هزت وجداني وقلبت كياني وجعلتني في حيرة لا أدري ماذا أفعل في هذا اليوم الفريد من نوعه في أيامنا فهو ليس بيوم عيد فانحتفل به كما تحتفل الشعوب بأعيادها مجتمعة متحدة متوافقة وليس بيوم عادي فنعيشه كبقية الأيام ألم أقل أنه يوم فريد 0 هذا اليوم أشعل حرب بسوس بين مؤيد لتعظيمه ومنكر 0 فكرت مليا 00 هذا يوم عطلت فيه كل الدوائر الرسمية 00 !! هذا يوم انتشرت فيه أعلام بلادي في الطرقات وعلى الأرصفة وعلى أسطح البنايات وفي واجهات المحال التجارية وألصقت بجوانب وخلفيات السيارات 00 !! هذا يوم كثرت فيه إعلانات التحفيظات على كثير من السلع 00 !! هذا يوم ملأت إعلانات التهاني به كل الصحف 00 !! هذا يوم انهالت فيه التبريكات من كل أصقاع الدنيا 00 !! هذا يوم ليس كبقية الأيام إنه يوم عظيم فيه تقام الحفلات للتغني بالوطن فكرت مليا 00 قرأت تلك الفتاوى التي تقول أن الاحتفال به بدعة وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار 0 تلك الفتاوى التي تقول أن الاحتفال به تشبه بالكفار ومن تشبه بقوم فهو منهم 0 وفتاوى أخرى لم تفصل القول فيه إنه يوم وبال وهلاك فكرت مليا 00 عدت إلى العبارة التي صدرت بها مقالي فقررت أن أصوم هذا اليوم وأكثر من الدعاء والصلاة فيه وقررت أن أذبح فيه الأغنام ما يكفي للأهل والأقارب والجيرآن والأحباب وأتصدق على الفقراء والمساكين رفعت سماعة الهاتف وكلمت قريبا عما قررته فله خبرة في إعداد مثل هذه الولائم الكبيرة وعندما أكملت كلماتي استعاذ بالله من قولي وفعلي وأمطرني بفتاوى العلماء الذين أجل 00 وقال : إعلم أن ما تذبحه هو لغير الله فكيف تتقرب إلى الله بفعل كهذا دون دليل من كتاب أو سنة أو رأي صحيح من عالم جليل جعل الله مقصده لا خلقه إنه يوم بدعة لا يرضاه الله ورسوله وأصحاب الأفهام السليمة أصبت بالرعب من قوله 00 لقد احترت ماذا أفعل في هذا اليوم إن تقربت إلى الله فيه بطاعة مخصوصة قيل هذه طاعة لا يقبلها الله ورسوله وإن خرجت إلى الشوارع والطرقات والساحات وجدتها على غير عادتها فهي تغني وترقص في طرب تعظيما لهذا اليوم وفرحا به وعندما تسأل أحدهم لماذا أنت فرح هكذا يقول فلّها ياشيخ روح عن نفسك وأعاذكم الله من الفلة فهي قمة الفلتان من كل قيمة محترمة أما الترويح فرقص وغناء وإن بقيت في البيت ينتابني شعور بأني سجين في داري وهذا الشعور يكفي ليقول لكل عاقل أن هذا اليوم ليس ككل الأيام ولذلك لا بد من قول فصل في هذا اليوم حتى يكون يوم يجمع الشعب ولا يفرقه ولا يكون ذلك القول الفصل إلا بتركه أو جعله سنة حسنة فهو يوم أصبح مصدر فرقة وتشتت وتطاحن في الأقوال والأراء فهل سيمحى لأنه بدعة أم سيبقى ويصبح سنة ؟