الموت مصيبة: لأن العبد إذا مات، أغلق عليه باب العمل وفتح عليه باب الحساب، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل، يتمنى المرء أن يسبح لله تسبيحا، أن يسجد لله سجدة، أن يذكر الله لحظة واحدة، حتى يزحزح به عن النار: فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز [آل عمران:186]، أحد السلف صلى ركعتين خفيفتين لم يرض عنهما، بجوار قبر، أخذته سنة من النوم، رأى صاحب القبر يقول له في المنا:م يا هذا، صليت ركعتين خفيفتين لم ترض عنهما، إنهما لأحب إلينا من الدنيا وما فيها.
ثم الصبور الذي تحمل لسعات الدنيا وأذاها يستريح لقول النبي عليه الصلاة والسلام: مستريح ومستراح منه، قيل: يا رسول الله ما مستريح ومستراح منه؟ قال: أما المؤمن فيستريح من نصب الدنيا وعنتها، إلى رحمة الله عز وجل، وأما الكافر فيستريح منه العباد والشجر والدواب