سامحوني على صراحتي ولكنها الوطنية ..
نعم يا موطني أنا لم أخرج في ذلك اليوم محتفلاً كبعض المحتفلين .. أو دعني أقول المتظاهرين
فقد همس الوطن في أذني فقال لي : هوّن على نفسك يا بنيّ ..
وأخرج لي اليوم من شعبي عالمًا أو مخترعًا أو طبيبًا أو مهندسًا أو معلمًا أو جنديًا ليخدمني ويقوم على حاجات سُكّاني .. فهذه وطنيتي.أريدك اليوم أن تعرض لي كل مخترعٍ .. وأن تُكرّم كل موهوب ..
وأن تعرض لي قوة تحمي بها حياضي وتُرهب بها أعدائي ..
أريدك اليوم أن تُخرج لي شبابًا حفظوا كتاب الله ..
وقالوا لمن حاول أن يحجب الأرض عن السماء .. يــا أُشيمط يا زنيم لا نكترث .. لا نكترث .. فتمزيقك لكتاب ربنا لا يزيده في صدورنا إلا حفظًا ، وتدنيسك لا يزيده فينا إلا قُدسا .. وحديثك في رسولنا لا يزيدنا فيه إلا اتباعا .. فهذه وطنيتي .. أريدك اليوم أن تقول لي : قد دحرنا كل مُغرِّب ومُكفِّر .. وأزلنا كل مخدِّر ومسكِّر
وجبينا مال كل مزكٍ .. و بنينا لكل فقير مسكن ..
و ضرب العدل فينا أطنابه ، وأغلق الظلم عنّا أبوابه ..
وحملنا الأمانة ، ما الأمانة ..واليوم قد أطعنا الإمارة وأصلحنا البطانة ..
وسألنا العالم الجليل .. وسلكنا بدنيانا على صراط الدين القويم .. فهذه وطنيتي.
وطني الحبيب
أعتذر إليك فلم أستطع في ذلك اليوم أن أخدش مروءتي وأرقص كالنساء ، لينظر لي الأعداء فيقولوا إن كان هؤلاء شباب المسلمين في بلاد التوحيد فابشروا وخططوا ونفذوا فما هنا إلا النساء والرجــ .. ولم أستطع يا موطني أن أعتدي على أعراض المسلمين في سيّارتهم ليشاركوني عنوةً خدش مروءتي .. ولم أستطع أن أتجمهر في الشوارع وأقلق المسلمين في المضاجع ..
ولم أستطع أن أشغل رجال الأمن الأوفياء عن كل مهرّب ومخرّب ومشعوذ ومفرّق ..
ولم استطع أن أوقف الشاحنات التجارية لأفرّغ محتوياتها وأوزعها على المحتفلين بالوطن لينقل عنا سائق هذه العربة المغترب و الذي قد ناله من الضرب ما ناله صورة وطنية مغلوطة لبلادنا !! .. ولم استطع أن أعتدي على رجال المرور والشرط .. و أمارس عليهم أنواع الإهانات التي لربما تجاوزت إلى بعض الشذوذات .. ويا ليت شعري ما أقول لكم يا رجال الأمن إلا أن العين لتدمع على الحال والمآل. ولم أستطع يا موطني أن أخالط أعراض المسلمين من النساء اللاتي خرجن من بيوتهن وقد قال الله (وقرن في بيوتكن)لأشاركهن الصراخ في يومك الوطني .. وأن ارفع أصوات الغناء عالية واغضب رب الأرض والسماء
كيف لا ، وقد نال منا مزمار الشيطان في ذلك اليوم ما ناله .. فضرب على آذاننا لواءه ونهق .. ونهق بصوته في الشوارع والأسواق والتلفاز والمذياع .. ونسينا كلمة الفاتحين الأولى : الله اكبر الله اكبر الله اكبرو لم استطع يا موطني في ذلك اليوم الخروج إلى الشوارع ، لأكون مشاركا في تعليم الناس كيف ينظّمون (للتظاهر)
فهذه تصرفاتهم يا موطني (فرحا) ...
فكيف بها يا موطني (غضبا) ؟؟؟؟ ...
كيف بها يا موطني (غضبا) ؟؟؟ ... سامحوني
فربما غالبني دمعي ليرسم على ثرى وطني حبي لمملكتي