تجري الحياة بما فيها من مشاغِل وقضاء للأوقات , فإمّا شقي وإمّا سعيد , وأنا كالكل لازلتُ في خيرٍ من الله حتى ابتلاني الله بمدير عقيم الفهم .. سقيم الأفكار .. خبيث النية .. حقير السريرة , يحمُل في داخله من الكره والبغض تجاهي مالله بهِ عليم .. وإني أعلم أن منكم من سيقول أنني ( أتبلّى ) أو أنني ( موسوس ) أو يأتي آخر ليقول أني أؤمن بنظرية المؤامرة وأني أرى الأشياء من هذا المنظار .. فلا والله ليسَ هذا طبعي ولا ديدني .. بل أنا السهل اللين , الطيّب الرزين مع أغلب من حولي وهذي شهادة سمعتها من غيرما شخص .. ولدي قناعة تامّة بأني أمثل دورَ المظلوم لا الظالم .. وفي أكثر من موقف تنازلت عن حقي أو مررت مايطلبه غيري دون طلبي .. كي لا أخرج من هذه الدنيا أحمل أوزاراً إلى أوزاري .
وعليهِ فقد كان عقابي بهذا ( المدير ) الذي مافتيء يقاتل قدر مايستطيع كي يضرّني , وفي أكثر من مرة يعيد ظلمه وأنا أقول الأمر بسيط وهذا الرجل لايقصدني لذاتي بل أنا متوهّم وأتعوذ من الشيطان وأعود إلى حسن النيّة .. حتى وصل السيل الزُبى فسنتين كفيلة لتبيان الأمر ومحق التجاهل واطفاء أي شمعة من أمل في تقرير حكمي على هذا الرجل .
ولو سقت الأمثلة في هذا الرجل ومايفعله مع مطبليه من ورائه ودونه لتعجبتم لشدة صبري , وحزمِ أمري , وحلم الجبال الذي يحتويه صدري .. بل ولأنكرتم عليّ تغاضيّ وسكوتي , ولكنّي جمعت أمري على أن أصبر بغيّة الخير والعوض بما عند الله , ولستُ بضعيف قومٍ أو هزيل جسد أو قليل عقل .. لا والله فعندي من فضل الله علي مايجعلني أفاخرُ به كل مجلس وأعانق بهِ عنان السماء .. ولكن نفسي لم تعتاد الصبر فأردت أن أروّضها وأشدد من أزرها , لذلكَ أستخدمت في حربي معه الصبر .. وقلت في داخلي .. كفى بالصبرِ سلاحاً أمضي بهِ فيما تبقى في مشوار حياتي العملية .