إن مايؤلم الشجرة ليس الفأس الذي يجتذ جذورها مايؤلمها حقا أن يد الفأس من خشبها.
عبارة توقفت عندها كثيرًا وأنا أتأمل حروفها فالعلاقات الأسرية في بعض الأسر بدأت تأخذ مأخذ آخر تجاه الأقارب وبدأ الحساب والعتاب والإهمال في بعض الأحيان يتسلل لأسر كثيرة لدرجة افقدت البعض أصول التواصل وأساس التقارب وبدأت المجاملات تبرز في العلاقات الأسرية التي بدأت تتهاوى خاصة تجاه الأسر التي أصبحت كالغرباء مفتقدة الحنين والشوق تجاه أقرب المقربين في الأسرة الواحدة.فهناك أطفال لايعرفون أبناء أعمامهم وعماتهم وأبناء أخوالهم وخالاتهم.
ففي الأعياد يجتهد الجميع في قضاء العيد خارج الوطن وإن أحب تقضيتها بين أهله تكون أقرب للرسميات منها للتواصل والتقارب المنشود في تلك المناسبات السعيدة ولن يتكرر هذا اللقاء إلا في العام الذي يليه. فكيف تلتقي جذورنا ومشاغل الحياة أنستنا أنفسنا، أضف إلى ذلك الحساسية التي تبرز في كل موقف والحرص على المظاهر التي اتعبت الجميع فلم تعد قلوبهم تترجم مشاعرهم.
مع الأسف بدأت تظهر أمور من التجافي والإهمال بين بعض الأسر التي كان شعارها التضحية والمحبة والتواصل والرحمة والتعاطف لتبرز محلها الحساب والعتاب وإهمال بعض الأهل والأحباب بسبب الغيرة والتجافي والحرص على المظاهر ونسيان الجواهر وبسبب نسيان أهمية صلة الرحم التي أوصى بها خالق هذا الكون وأمرنا بالتمسك بها والمحافظه عليها في أمور حياتنا اليومية وألا ننسى الجفوة المؤلمة والكلمات الجارحة التي يطلقها البعض في كل اجتماع يجمع تلك الأسر التي تجمع في مناسبتين فقط هي الزواجات أو الوفيات.
إن جذورنا بحاجة أن تسقيها بماء الحب والحنان والعطف وتجنب الكلمات الجارحة التي يتم تداولها بين البعض بأسلوب مغلف بعبارات المجاملات المزيفة فجذع الشجرة التي يقطعها فأس يدها صنع من خشبها أمر يتكرر بين البشر مع الأسف فهل يكون شهر الخير شهر تطهير النفوس وتسخير القلوب لحب صادق وتعامل أصدق وحرص على مد يد العون لكل انسان تجمعني به جذور المحبة أو جمعتني به ظروف الحياة اننا بحاجة أن ننظر حولنا ونحاسبها قبل أن يحاسبها خالقها لأن حسن خلقها هو من يشفع لها فلتجنب كل مايسبب الألم بقصد أو بغير قصد وأن لانجتث جذور المحبة ولندع قلوبنا تصافح احبتنا قبل أيدينا فالكلام الجارح يباعد بين القلوب ويتعبها ويمهد لخطوط الكراهية بين الأحبة فهل نتجاوز لنسعد ونكسب رضا الرب.