بسم الله الرحمن الرحيم بيان صادر من مكتب سماحة مفتى استراليا بخصوص الفيلم المسيئ للرسول محمد صلى الله عليه وسلم · الفيلم المسيئ لرسول الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤسس لنظرية جديدة في الكراهية والكذب تستغل فيها الحرية لهدم أعلى القيم قداسة ، وتفتح بابا للعدوان على كل المقدسات في كل الأديان · الذين يقفون خلف هذا الفيلم من أقباط المهجر ومعهم آخرون يقتاتون على الفتنة ويرتكبون عملا دنيئا ويحرضون على تفجير المجتمعات من الداخل، والفيلم بما يسوقه من أكاذيب لا أصل ولا وجود لها إلا في العقل المريض لمن يقفون خلفه إنما تشكل أحط درجات الاستفزاز النفسي لملايين المسلمين ، الأمر الذى يدفع لردود أفعال قد لا تكون محسوبة ومن ثم فنحن نعتبره دعوة رخيصة وصريحة للحض على العنف والإرهاب. · كل عقلاء العالم يعرفون الفرق بين حرية الإبداع أو حرية التعبير وبين دعوات الكراهية التى يقوم عليها هذا الفيلم والتى تروج للعنف العلنى كما تسوق للوقيعة بين الشعوب. · الأديان مناطق مغلقة وهى تشكل في الرؤية الإسلامية محميات لا يجوز اقتحامها حماية للنسيج الوطنى واللحمة الحضارية لأي مجتمع من المجتمعات التى تتعدد فيها الأديان والمذاهب والأجناس ، وقد قدم القرآن الكريم لحماية المجتمعات أرقى رؤية حضارية لحماية المجتمعات في التسامح وقبول الآخر حين قال " وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.(الأنعام ١٠٨ ) وهذا هو الفرق بين القرآن الذى تلقاه النبي محمد وحيا من ربه وبين رجاسات المسكونين بالكذب والكراهية والعدوان على كل عظيم. · الولايات المتحدة الأمريكية حين تسمح بهذا الكذب ولا تتخذ بشأنه موقفا جادا تكون قد ارتكبت المحظور الأكبر ،لأنها توسع دوائر الكراهية لنفسها شعبا ونظاما ، كما تكون قد شهدت بنفسها على نفسها بازدواج المعايير والكيل بمكيالين لأن الممول للفيلم يهودى إسرائيلي تقدم الولايات المتحدة لبلده كل أنواع الدعم، كما تجرم بالقانون وتعاقب كل من تبدو عليه معاداة السامية ،فلماذا إذن تقف الولايات المتحدة موقف السكوت من هذا الفيلم وتتغاضى عمن قاموا به ، وتتجاهل مشاعر مليار ونصف المليار مسلم ،ومثلهم أيضا من شرفاء العالم الذين يحترمون عقولهم وضمائرهم ويرفضون تزوير الحقائق ونشر الكراهية ، ألا يكفي العالم ما يعانيه من تلك الكراهية وهذا التعصب الأعمى والأصم ؟ · إننا وكل شرفاء الدنيا معنا مسلمين وغير مسلمين، ندين هذا الفيلم غير الأخلاقي والذى يصب في خانة التحريض على الكراهية والعنصرية ،ويرجع بالناس والمجتمعات لعهود الفرز الطائفي والتطهير العرقي والتمييز العنصري الذى ترفضه وتحرمه وتجرمه الأخلاق وكل المواثيق والقوانين الدولية ، · القادة الروحيون في العالم مطالبون بموقف حازم من هذه الفوضى التى تمارس ضد العقائد والأديان باسم حرية التعبير إن كنا حقا نريد أن يعيش العالم في سلام. · القوى العالمية الشريفة يجب أن يكون لها موقف من هذه الأكاذيب التى تُدخِلُ العالم والشعوب في نفق مظلم، ومن ثم فلا يكفى فيها مجرد الإدانة بالشجب والاستنكار، وإنما لابد من تتضافر الجهود الدولية لسن قوانين تحرم وتجرم العدوان على العقائد والأديان أسوة بقوانين معاداة السامية. · أننا كأستراليين مسلمين نرى في هذا الفيلم بالهجوم على النبي محمد مصدرا لنشر الكراهية وبداية لجر العالم إلى حرب جديدة خبيثة لا يعلم آثار الخراب الذى تحدثه إلا الله ، ومن ثم فمن أجل حماية المجتمعات من هذا العبث يجب اتخاذ موقف دولي درءا للفتنة المدبرة من خلف هذا العمل الخسيس والذى يشكل أحط درجات الخسة والهبوط والدناءة الأخلاقية. · إننا من موقع مسؤوليتنا الدينية والأخلاقية ندين هذا العبث باسم الحرية، ونطالب كل المسلمين وكل العقلاء بتفويت الفرصة وضبط النفس وعدم اللجوء إلى ردود أفعال غير محسوبة ، ونقدم خالص العزاء لأسر الضحايا ، كما ندين كل عدوان يقع على سفارات الدول وأعضائها، ونؤكد أن مجموعة الأقباط الذين صنعوا هذه الفتنة ومن معهم ووراءهم هم الفاعل الأول في أي جريمة ترتكب في هذا الشأن لأنهم هم من صنعوا الفتنة وتسببوا في تأجيج نارها. ، كما نؤكد أن هذه الشرذمة من الأقباط الذين باعوا أنفسهم وأوطانهم ليسوا هم ضمير أقباط مصر ،ولا هم أوصياء على كنائسها ،ومن ثم نطالب الكنائس المحترمة في مصر والعالم أن تدين هذا العمل وأن تطالب معنا بمحاكمة من فعلوه ومن كانوا خلفه. · ، ولئن تحرك اللئام وأهل الخسة بالدس والكراهية تجاه الرسول العظيم محمد، فإن مليارا ونصف المليار من المسلمين لن يزيدهم هذا الدس وهذه الإساءة إلا إيمانا بك يا سيدي يارسول الله وتصديقا برسالتك وتمسكا بسنتك، ولئن حاولوا التشكيك في رسالتك فقد غاب عن جهلهم أن الله قد شهد لك فقال {لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) ( النساء ١٦٦) · ونحن أيضا وقبل أن نشهد وبعد أن نشهد أنك رسول الله نقول لك: نشهد أن محمدا رسول .الله ، وفداك نفسي، وولدى ،وأبي وأمي يا رسول الله.