بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين من فضلكــ لآ تدع الشيطان يمنعك اذكروا الله العظيم يذكركم،.. سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ ردد .. معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..
المنافحة عن الإسلام في المجالس
إن هناك حقاً إسلامياً، وواجباً شرعياً ضيعه الكثيرون، وفرط فيه المفرطون، حتى عاد حالنا في المجالس، حال خزي وعار، وصار أمر الإسلام في أعين بعض الجالسين في شنار، ألا وهو التخاذل عن الدفاع عن الإسلام، ومهاجمة أعداء الإسلام، إن الشبه تلقى في المجالس، وإن أموراً مخالفة للدين تدعم، وتلقى فيها كثير من الأمور التافهة، ولكن الناس الذين يجلسون في تلك المجالس لا تتحرك فيهم الحمية لدين الله، ولا يقومون بالذب عن هذه الشريعة، وهذا تقصير كبير، وهذا عيب عظيم.
أيها المسلمون أين الحمية لدين الله تعالى؟: إن كثيراً من مجالس الناس ربما حصل في تلك المجالس طعن في أمر من الشريعة،
أو تهجم على شيء من الدين، ومع ذلك يبقى الكثيرون صامتون، ولا ينتقلون عن الدفاع إلى الهجوم، فضلاً عن القيام بالدفاع عن هذه الشريعة وعن أمورها.فلا تسمح لعدو، ولا لجاهل حاقد، ولا متربص بهذا الدين، أن يطأ على الدين أمامك، أو أن يظهره بمظهر سيئ في وجودك وأنت حاضر، أبرز مواهبك وطاقتك في الدفاع عن الدين، والدفاع عن الدين فرض عين لازم لمن وجد وهو قادر على الدفاع عنه، بل الهجوم على أعداء الله، وبيان عوارهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) إن الذين يكونون في المجالس حاضرين فتلقى شبهة، أو يهجم على الدين، وهم صامتون ساكتون لا شك أنهم داخلون في قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ سورة البقرة 159. من هم اللاعنون؟ كل شيء حتى البهائم، تأمل يا عبد الله كيف سرت اللعنة إلى هذا الشخص من كل أحد حتى البهائم، الذين يكتمون أمور الدين، ويكتمون ما يعلمون عن الدين، ويكتمون الرد الصحيح في الوقت المناسب، في المجلس الذي يكون فيه شيء من الهجوم على الإسلام وأهله، تلقى المنكرات والشبه في المجالس، والطعانون يقومون بأعمالهم، أو تقرأ مقالة، أو صفحة من جريدة، أو شيئاً من مجلة، أو يعرض على شاشة شيء من الطعن في أمور الدين، والحاضرون جالسون، لا يحرك منهم أحد ساكناً، أين الحمية لدين الله تعالى؟ ألسنتهم خرساء، يقولون: عليكم أنفسكم، ألسنتهم خرساء، أو يوافقون مجاملة، والله يقول: فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ سورة القصص 86. وموسى قطع العهد على نفسه بقوله: فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ سورة القصص 17. والساكت عن الحق شيطان أخرس، إذا كان من ذب عن عرض أخيه ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة،
فكيف بمن يذب عن دين الله يا عباد الله، لا ترضى يا عبد الله أن يهان الإسلام في المجلس وأنت حاضر،
أو يتعرض شيء من الشريعة، أو الأحكام الشرعية لشيء من الاستهزاء أو السخرية، أو النقض والإبطال وأنت حاضر، إن سكوتك لهو دليل على ضعف الإيمان في قلبك، وتخاذلك في ذلك الموطن الذي يحب الله فيه نصرة دينه، بل يوجب عليك فيه الذب عن شريعته، وإلا فقل لي: ما معنى الإسلام، وكيف تكون مسلماً، والإسلام يهان وأنت حاضر، حتى الذين يدسونها دساً ينبغي عليك أن تنتبه لألاعيبهم، حتى الذين يخفونها إخفاءً ويأتون بطريقة خفية يجب عليك أن تنتبه لهم، وأن تذب عن دين الله أكثر من مما تذب عن نفسك، وعن أبيك، وعن أهلك.
يقولون: الإسلام لا يصلح للتطبيق في كل زمان، ماذا يقصدون؟ قف أمامهم وقل لهم: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي سورة المائدة هذا كثير في المجالس، إن عليك أن تصدع وتقول: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ سورة التوبة 65-66. وأن توضح بجلاء أن الاستهزاء بشيء من دين الله كفر مخرج عن الملة، يحتاج إلى تجديد توبة، ولو لم يحدث تجري على المستهزئ أحكام المرتد في الشريعة، إذا استهزئ بالحجاب وأنت جالس ماذا يكون موقفك؟ ما هي الحمية التي تأخذك لدين الله؟ يجب أن يكون هذا على أشده، وعلى أتم حال، مستعيناً بالعلم بالشريعة، قائماً لله بالحجة، مستدلاً عليهم بالأدلة، ناقضاً لهم ولشبههم، راداً عليهم، مسكتاً لتلك الأفواه، ألقمها الحجارة، وكن مستعيناً بالله، أما أن يستهزأ بالحجاب أمامك، وأن يطعن فيه، وأن يقال: ليس بواجب، أو أنه تقييد للمرأة، وأنت ساكت فلعمر الله أنت شيطان ثانٍ معاون له على الإثم والعدوان، قل لهم الآيات التي تتكلم عن الحجاب، قل لهم إن الله أمر المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن، قل لهم: إنه أمرهن بالستر، وإنه أباح لهن الكشف على المحارم، فأما غير المحارم يجب الستر منه، وإرخاء الجلباب، إرخاء الحجاب، عندما يقولون شيئاً فيه طعن في الأنبياء، أو القرآن، أو الصحابة، فأنت تتصدى لهم، وتبين لهم أن القرآن حق، وأنه كلام الله، وقل: هاتوا سورة من مثله، هاتوا سورة مثله، هاتوا سورة مثل هذا القرآن إن كنتم صادقين، ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً . اللهم انصر إخواننا المسلمين في أرجاء الأرض يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك يا أكرم الأكرمين، اللهم كن معهم وانصرهم، اللهم أيدهم بمدد من عندك،.