طرح في هذا المنتدى المبارك موضوع يخص جانباً من تجربة الحكم الجديد في مصر ...
وقد جرى حوار بيني وبين الأخ الكبير الاستاذ laaq في جزئية مهمة من الموضوع ...
وقد تشعب النقاش بوجود بعض الردود من بعض الاخوة ولرغبتي في حصر النقاش في هذه الجزئية الهامة وعدم ضياع الفرصة في الاستفادة مما يطرحه laaq حولها ... لذا رأيت أن افرد له موضوعاً مستقلاً نتبادل فيه الآراء ونمضي في النقاش إلى نهايته
حياك الله ...مبدع دوما ومداخله دقيقه كماهي عادتك
كتبت اربع سطور يبغالها اربع كتب من الرد واعذرني عن النقص بسبب الوقت
راح ابدأ من حيث ختمت
في تركيا المبدأ قائم على علمانية الدوله وهو الاساس والاصل بغض النظر عن الحزب الحاكم اي كان توجهه اسلامي ليبرالي علماني اي شئ رغم لافرق بينهم من وجهة نظري
لايوجد ادنى مايدل على تغير او عدول تركيا عن نهج العلمانيه... الاحكام العرفيه وكل جوانب الحياه من نظام مالي وتنظيم المجتمع وحرية الفرد لم تتغير اللي اعرفه ولست متاكد هو السماح بالحجاب فقط في الجامعات بعد ان كان ممنوعا
المشكله وهو مصدر الخوف هي دمج الدوله مع الحزب وبنائها على الحزب والمشكله الاكبر والاخطر التشريع المؤخوذ والتابع له الحركه او الحزب قبل الاستيلاء على الحكم سواء كان طائفيا او حزبيا وسن القوانين من هذا المنطلق مثل حزب البعث في العراق او الثوره في ايران كلهم جو وجابو تشريعهم معهم من منطلق حزبي او جهوي كما ذكرت وبناء الدوله على هذا الاساس
بعد هذا كله كنت قد ذكرت بان احزاب تركيا لافرق بينهم من وجهة نظري
السبب لما يكون القانون هو نفسه والحياه هي نفسها ونظام التعليم نفسه بمعنى لايوجد ادنى تاثير للحزب الحاكم على منهج الدوله فكيف يضرب المثال به
خذ عندك جزء من الجنون
سواء كان في مصر او تونس وهي دول تسمح بالكحوليات والملاهي الليليه والانظمه الماليه الغير متوافقه مع الشريعه وعدم فرض الحجاب
وقبلها بالقوانين الوضعيه (وتعهدو)لناخب بعدم تغييرها والبقاء عليها زي ماقال سعد الكتتني وزعيم حزب النهضه (نسيت اسمه) بالنص لن نمنع شئ موجود سابقا
بعد هذا كله وش فرقها عن الاحزاب الغير اسلاميه وبعباره اصح وادق وينها عن الاسلام
أقتباس
{ لا يخدعونك مهما قالوا } عبارة غير علمية وتشي عن موقف مسبق وهذا أمر يعيب ويقدح في حياد صاحبه ...
{ التكتلات الدينية } عبارة غامضة عائمة تعطي عدة مدلولات ولا يصح الاتيان بها لمناقشة موضوع محدد
بعد هذا كله ماتبيني اقول لايخدعونك
اما قولك جربو كل الانظمه فهذا
العراق كان اسوء حاكم وذهب ثم اتى الاسوء منه واتت الصراعات الطائفيه
حزب البعث لما اسقط... رحل معه الامان والوحده الوطنيه يعني جزئيا كانت الصراعات المذهبيه خامله وساكنه ثم استشرت بشكل محزن في كل الوطن العربي بعد سقوطه
في ايران ذهب الشاه ونقصت هيبة البلد في العالم وزادت المشاكل الداخليه واتت الطائفيه في المنطقه
وعلى فكره واخيرا كما قرأنا وسمعنا
رئيس مصر متعهد لدول الغربيه المانحه بالابقاء على سياسة مصر الداخليه والخارجيه
وهذا شئ ايجابي
واعذرني على الاطاله وبعض الاخطاء لاني طافي ابغى النوم }
وصول حزب العدالة والتنمية في تركيا للحكم واستمراره إلى هذه اللحظة هو معجزة بحد ذاته ليس بسبب نفور شعبي ولكن لأسباب سآتي على ذكرها ...
وأنت خير من يعرف التحديات التي واجههته وتواجهه في ظل عقود طويلة من الحكم العلماني والعسكري حكم فيها فترات كثيرة بالحديد والنار وسن فيها قوانين وتشريعات مصادمة لثقافة الشعب التركي ودينه وقيمه ... قوانين لا تزال سارية يحميها العسكر والمحكمة الدستورية ...
وقد ناصبت تلك المؤسستان - بالذات - العداء لحزب العدالة والتنمية على الرغم من وصوله للحكم بالطريقة الديموقراطية وبآلياتها .. ومع ذلك وصل التآمر ضده إلى محاولة الانقلاب العسكري عدة مرات بداء من العام 2003
وكذلك هو الحال في مصر الذي وصل فيه الاخوان إلى الحكم في ظل تركة ثقيلة من الفشل التنموي والسياسي والاداري خلفته سنوات وعقود من الحكم العسكري الذي كان اشبه ما يكون بحكم العصابات وليس حكم الدولة ...
التركة ثقيلة ونحن لا نتوقع منهما أن يكون حكمهما خلافة راشدة !!! فليس بمقدورهما ذلك ولو بذلا اقصى طاقاتهما
فلا ننسى أنهما وصلا بآليات الديموقراطية وهما يحترمانهما ويعملان وفق اسلوبها في الحكم ... { ولذلك لا يمكن بل ولا يتوقع أن يصدر مرسي - مثلاً - قراراً فردياً باقفال مصانع الخمور و اغلاق المراقص حتى وإن كانت هذه رغبته ...!!!!! }
بل يكفيهما أنهما اعادا لشعبيهما الشعور بالعزة القومية واستعادا لشعوبهم هويتهم الاسلامية وحافظا عليها من الذوبان وسط قوانين سنت في غفلة من الشعوب مسخت هذه الهوية وحطمتها ...
واتوقع أن تلاقي تجربة الاخوان في مصر نفس ما واجهته التجربة من مؤمرات من قوى ومؤسسات متضررة ومعادية لمنهجها سواء من المحكمة الدستورية أو المؤسسة العسكرية التي لا يخفى مدى قوتها ومحافظتها على قوانينها العلمانية ...
التجربة الاسلاميى في الحكم سواء في تركيا أو في مصر أو في تونس لا تزال وليدة وتحتاج لمعجزة لأستمرارها وسط هذا الكم الهائل من التحديات وتحتاج لوقت لترسيخ مفهومها وتطبيق برامجها ...
والحديث يطول أخي laqq وأنت كما ترى لا رغبة ولا صبر لمعظم رواد هذا الموضوع خصوصاً والمنتدى عموماً لهكذا نوع من الحوار الثقافي الجاد ... لذلك يصعب الاطالة وإلا فإن هناك الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الشأن ولكنني افضل الاختصار قدر المستطاع .