بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الهادي الأمين
يا ليت لو تكرمتوا نحاول أي واحد مر عليه قصة حقيقية عايشها او حدثه بها من يثق به أن يسردها هنا لعله يكون بها فائدة او عبرة مستفادة والله الهادي سبحانه .
جدي أبو والدتي توفيت أمه وهو صغير وتزوج والده بإمرأة أخرى لتتولى العناية بهما .
وكان والد جدي ( أعمى ) ولكنه كان يصيب الهدف بالرمي بالسلاح على الصوت طبعاً من خلال مصدر الصوت يرمي عليه وسبحان الله .
الله سبحانه وتعالى يأخذ ويعطي .
المهم هذه المرأة كانت تسيء معاملة جدي رحمهم الله جميعاً وكانت تضيق عليه وتنقل صورة خاطئة عنه عند والده وكان يصدقها مع أن جدي كان باراً جداً بوالده وكان يصبر على أذية عمته براً بأبيه ولا يريد أن يترك البيت لأجل والده المهم صبر عليها حتى جاء يوم من خلال كلامها لزوجها عن أبنها قرر والده أن يرميه وكان الوالد الأعمى بأعلى المنزل القديم ( الحصن ) وكانت النافذة مفتوحة ويعلم بأن أبنها كان بالمزرعة أسفل الحصن .
المهم ناداه بإسمه فإستجاب الإبن لنداء والده فحدد والده موقعه من خلال الصوت ورماه بالسلاح ولو أنه لم يخفض رأسه لأصابته الرصاصة وربما مات .
المهم نفذ صبر جدي ولم يعد يحتمل فالأمر وصل إلى حد الرمي بالسلاح .
وبعد صلاة الجمعة بالقرية قال وطلب من المصلين عدم الحضور طبعاً كانوا كلهم جماعة واحدة وأقرباء بالقرى المهم قال لهم يا جماعة أنتوا تعرون أني باراً بأبي وعمتي أذنتي وشوهت صورتي عند أبي حتى أن والدي رمى علي بالسلاح ولو لم أخفض رأسي لأصابتني الطلقة والآن لم أعد أتحمل وسوف ( أطرش ) عندهم معناها يعني أسافر لطلب رزقي ومظطراً لترك والدي فلا تلوموني وتقولون ترك والده العاق وسافر وسامحوني والله يعلم بكل شيء .
المهم الجماعة طلبوه ينتظر أسبوع آخر إلى الجمعة القادمة لعل الله يأتي بالفرج من عنده فوافق جدي على ذلك ثم قال أمنوا معي .
اللهم إن كان ما أقوله بحق عمتي من أذيتها لي صحيحاً فلا تأتي الجمعة القادمة إلا وهي بقبرها ,, وإن كان ما أقوله عنها كذباً وإفتراءً فلا تجعل الجمعة القادمة تأتي إلا وأنا في قبري فأمنوا المصلين من خلفه وأنصرفوا .
المهم كان عندهم في الحوش والحضيرة حلال غنم وغيره وكان معها ثور كبير جداً يقولون والله إنه كان هادءً جداً لا يأذي أحداً لدرجة أنه عندما يأتيهم ناس أن الصغار يلعبون بين يديه وأرجله دون أن يأذيهم .
المهم زوجة والد جدي يوم الاحد بعد الدعاء بيومين جاءت لكي تطعم البهائم ومن ضمنها الثور كعادتها المهم يقولن ويأتي الثور هائجاً ويغرس قرنيه مع بطنها ويلصقها بجدار الحصن وتخرج مع ظهرها ولم تغرب شمس ذلك اليوم إلا وهي بقبرها .
والله يا اخوان هذا ما نقلته لي والدتي إمرأة عمرها بالسبعين أطال الله بعمرها وأعماركم جميعاً والله يرحمنا جميعاً ويلطف بنا ويكفانا شر دعوة المظلوم .
تذكرتها وأحببت سردها لكم لعله يكون بها فائدة والله من وراء القصد وشكراً .