الحديث هو " من غسل واغتسل يوم الجمعة وغدا وابتكر ودنا واقترب واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها"
-----------------
أولا : فضل يوم الجمعة
---------------------
1- من فضائل الجمعة ما رواه الشيخان البخاري ومسلم وأحمد في ((المسند)), والنسائي في ((السنن الكبرى)), وابن حبان في ((صحيحه)) والدارقطني في ((سننه)) وغيرهم من حديث أَبي هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ « نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِى فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ، الْيَهُودُ غَداً وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ».
((نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))
2- عند مسلم : {خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة }
3- قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأوَّل فالأوَّل، ومثل المهجر كمثل الَّذي يهدي بدنةً، ثمَّ كالَّذي يهدي بقرةً، ثمَّ كبشًا، ثمَّ دجاجةً، ثمَّ بيضةً، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذِّكر» [رواه البخاري 929].
4- عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر"
7-قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أكثروا الصَّلاة عليَّ يوم الجمعة و ليلة الجمعة»
8- قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إنَّ من أفضل أيَّامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصَّلاة فيه فإنَّ صلاتكم معروضةٌ عليَّ» [رواه أبو داود 1047 والنَّسائي 1373 وابن ماجه 153
9- قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فيه ساعةٌ لا يوافقها عبدٌ مسلمٌ، وهو يصلِّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إيَّاه» [متفقٌ عليه].
----------------------------------
ثانيا : ضعف حديث " من غسل واغتسل يوم الجمعة وغدا وابتكر ودنا واقترب واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها"
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في الباب عن عدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أحاديث أكثر ما فيها
أن من أحسن غسله كما أمره الله ،وكان غسله كغسله للجنابة ، وتطيب من طيب أهله أو دهنهم ، واستن ، ولبس أحسن ثيابه وصالحها ، ولم يفرق بين اثتين ، ولم يؤذ أحدا ، وصلى ما قدر له ،وخَرَجَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، ولم يتخطى الرقاب ، ودنى من الإمام ، وأنصت له ، ولم يتكلم حتى يفرغ ، وصلى معه ،
وفي بعض الأحاديث ماليس في الآخر أن ذلك كل جزاءه أنه يُغفَِرُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَ
أو كان ذلك كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ : وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ
ونحو ذلك من الفضل وفي بعضها أن الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما بلا قيد
وفي روايات (مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ )
مما يتبين منه شدة نكارة لفظ حديثنا " من غسل واغتسل يوم الجمعة وغدا وابتكر ودنا واقترب واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها"
وإليكم مقتطفات مما ذكرها أبو الفضل في المسند الجامع
فقد روى كل من
(رَوْح بن القاسم ، وإسماعيل بن جعفر) عن سُهيل بن أبي صالح عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ (مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّيَ مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَفَضْلَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.)
- لفظ إسماعيل بن جعفر : ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ أَوْ دُهْنِهِ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنَ الَّتِي بَعْدَهَا )
وروى كل من
(أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن يحيى ، وأبو كريب ، محمد بن العلاء ، ومسدد ، وهناد ، ويعقوب بن إبراهيم ، وسَلْم بن جنادة) عن أبي معاوية ، عن الأعمش عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ ، فَدَنَا وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ ، وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)
حديث " من غسل واغتسل يوم الجمعة وغدا وابتكر ودنا واقترب واستمع وأنصت كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها" ضعيف جدا- إن لم يكن موضوع-
وذلك لعدة أسباب مجتمعة
_والقرائن كثيرا ما تكون أقوى من الدليل الواحد_
السبب الأول
هو علة التفرد والشذوذ والنكارة
فلا يعقل أبدا أن يروى الجمع الغفير من الصحابة أحاديث (مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَاسْتَاكَ ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ ، إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ) ، وَذَلِكَ بِأنِّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ (مَنَ جَاءَ بِالْحَسَنَةِِِ ِِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)
ثم لايعرج أحد منهم غير واحد على حديث فيه من الفضل ما يعجز اللسان عن وصفه والعمل في الحديثين متقارب
والحيث مما يحتاجه كل مسلم
السبب الثاني
أن الحديث رواه جماعة عن أكذب الرواة في الدنيا مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشامي عن أوس بن أوس ومرة يرويه عن عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عن أوس بن أوس رضي الله عنه فاحتُمل أن يكون هو مصدر الحديث
السبب الثالث
أن أبا الأشعث وإن كان ثقة في نفسه متقنا ولم يوصف بالتدليس إلا أنه يخشى أن يكون رواه بواسطته –وليس ذلك ببعيد- لاسيما وأنه شامي والكذاب الذي أفترى أربعة آلاف حديثمنها هذا الحديث قطعاشامي أيضا والكلام يشبه كلام الكاذبين كما قال منهم اعلم الناس بالحديث إذا رأيت الأجر العظيم على العمل اليسير فاعلم أنه في العادة أن يكون من كلام الوضاعين–مع علمهم أن الله أكرم الأكرمين –
ولهذ السبب لم يخرج البخاري لأبي الأشعث أي حديث
قال الذهبي عنه ولم يخرج له البخاري لأنه لا يكاد يصرح باللقاء
السسبب الرابع
أن أن أبا الأشعث روى الحديث عن أوس ابن أوس بالعنعنة على الصحيح بلا شك
فزاد احتمال الواسطة بينهما
وإليكم بيان ذلك
فقد رواه بالعنعنة
جماعة عن يحي بن الحارث عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ
و رواه أيضا بالعنعنة
(الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ الْجُعْفِيُّ و يَزِيدُ بْنُ يُوسُف و عُمَارَةُ بْنُ بِشْرٍ(عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ
وخالفهم الوليد فقط فقال سمعت –والوليد ثقة ولكنه كثير الخطأ كما قال الإمام أحمد
ورواه أيضا بالعنعنة
(محمد بن مصعب وهقل بن زياد) عن الأوزاعي عن حسان بن عطية، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ
وتابعماأيضا بالعنعنة
ابن المبارك في رواية (حِبَّانُ بْنُ مُوسَى وَيحْيَى بْنُ آدَمَ )و إحدى الروايتين عن إبن أبي شيبة عنه
ورواه(مٍُحَمَّد بْنُ حَاتِم و مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِل وُعبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ) وابن أبي شيبة في الرواية الأخرى عن ابن المبارك عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بالتحديث
فبان أن رواية التصريح بالسماع شاذة لايجوز الإعتماد عليها مطلقا وأن الصحيح هو أن رواية أبي الأشعث عن أوس ابن أوس إنما هي بالعنعنة فقط
ولعله لهذه الأسباب قال الذهبي عن هذا الحديث وله علة مهدرة وقال ابن كثير ومنهم من علله
الحديث ثابت قطعا عن أبي الأشعث الشامي وباللفظ المنكرجدا
أما عن أوس بن أوس فالقرائن التي ذكرت تدل على أنه ثمت واسطة
والأقرب أنه الشامي الكذاب والذي روى عنه جماعة نفس الحديث عن أوس بن أوس
لاسيما وأن أبا الأشعث لم يثبت سماعة للحديث من أوس بن أوس