أَ أَخَيَّ لا يُغريكّ سربالُ الـرَّخاْ
وسرابُ دنيا بالغرور تفخّـخا
فلسوف تتركـُها لتُسكن َ فرسخا
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
فإذا سعت فتنُ الحياةِ تبـشُّ لكْ
وتبرّجت في خلوة الرُّقباء ِ لكْ
وأتت تدندنُ في المكان ِ بهيت لكْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
إنْ ضجّت القنواتُ في صدرِ البيوتْ
وسرى السفورُ على شِبــاكِ العنكبوت
وتجَمهرَ الشيطانُ في الليلِ الصموتْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا دعا للفســـق ِ آلافُ الدُّعـــاة..
وبكى الحياءُ على التعفّفِ والثبات
والإثمُ يرقصُ في الليالي الصاخبات
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا اصطلى الوجدانُ من حَـرِّ الذنوبْ
وتنكرّت لشتــات ِ خطــوتكَ الدروبْ
وأتاك يُسدي النـّـُصحَ سمسارٌ كذوبْ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
لا يُبتغى الإيمانُ في سحر ٍ و زورْ
والأنسُ لا يُرتادُ من باب الفجــور ْ
وزوالُ عقلك في المخدّرِ والخمــور
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا ازدهى وجهُ الرِّبا و تصبّغا
وسمعتَ بعـــد الآي قـولا ألـْثـغا
فاذكر فضائل من أفاضَ وأسبغا
واصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا دعا الداعي إلى سفرٍ خؤونْ
فاختر ْ بأي رُبا تباغتُكَ المنــون
واذكر فؤادَ الأمِّ والأبِّ الحنون
واصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا دعــــا للبـرِّ أمٌّ أو أبُ..
ودعاك للجنَّاتِ بابٌ أرحبُ
فتنازعتكَ صوارفٌ تُستعذبُ
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
وإذا سمعتَ نداءَ "حيَّ على الصلاة"
فهنا السنا.. وهنا الندى.. وهنا الحياة
وأتتك "سوف" تصدُّ عن درب النجاة
فاصرخ معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
واليومَ يا أختاهُ جرحكِ ينضحُ
ومصابُنا فيــكِ أطـــمُّ وأفــدحُ
والجيلُ يُهدى من هداكِ ويجنحُ
فقلي: معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين
فإذا دعا الداعي إلى نزعِ الحجابْ
واستفتحَ الباغي لميلِكِ ألــفَ بابْ
واستدرجوكِ بكلِّ ألوان الخطاب
فقلي: معاذ الله من درب مشين ** إني
أخافُ الله
ربَّ العالمين