صباح اليوم توجهت للمراجعة لأحد المستشفيات الكبيرة ، وكان يوجد فيه زحمة وأعداد هائلة من المراجعين من الرجال والحريم ، وتوجهت لأحدى العيادات التي تغص بالمراجعين حيث أن الحجز لها يستغرق عدة أسابيع حتى يآتي الدور على المراجع لها ، وقد وجدت في اروقتها أعداد هائلة من المراجعين لها والمراجعات في أنتظار دورهم للدخول إلى الأطباء .
وحيث أن القسم يحتوى على عدد من عيادات الأطباء ، ويوجد به قسم لأنتظار الرجال أمام الأستقبال ، وقسم لأنتظار النساء في مكان مخصص لهن في زاوية العيادات ومكتوب عليه لافته بالعربي والأنجليزي ( مكان أنتظار النساء )، ولكن المفاجأة التي لم أكن اتوقعها ، أو اتصورها أن تصير حقيقة وقد أندهشت من رؤيتها هو وجود النساء يجلسن في المكان المخصص لأنتظار الرجال بدون حياء ، وقد ترددت بعدما أقتربت من صالة الأنتظار المخصصة لجلوس الرجال في النظر للنساء الجالسات على الكراسي ، وساورني الشك بأنني قد غلطت في المكان ، أو أن إدارة المستشفى قد غيروا في أماكن الأنتظار حيث أنني أعرف هذا المكان من السابق وتقهقرت للخلف ، ثم نظرت إلى الافتة الموجودة على باب صالة الأنتظار فوجدت مكتوب عليها ( صالة أنتظار الرجال ) فتوقفت عندها حاير وفي مكاني داير ولم أستوعب ماهو صاير .
وأسترقت النظر لصالة أنتظار السيدات وإذا هي خاوية على عروشها فهممت الدخول إلى داخلها ولجلوس على كراسيها ، ولكنني خفت أن تدخل على أحدى السيدات المحترمات المحجبات وتنهرني وبصوتها وكلامها تقهرني ، أو قد أوتهم بسوء نية لعدم جلوسي في مكان أنتظار الرجال ، فرجعت إلى صالة أنتظار الرجال وإذا الحال لا يزال كما رآيته ، وقد جلسوا الرجال مع النساء على الكراسي سوية ، الذي بحسن نيه والذي بسوء نية ، وكان رقم الدور الموجود لدي للدخول إلى الطبيب ليس بالوقت القريب ، فأحتمال أن يأتي علي الدور بعد ساعة أو ساعتين ، فحككت رآسي بأصابع يدي اليمنى بعدما وقفت حاير ووقفت متعب حتى تنملت قدمي من الوقوف وأتجهت أجر خطاي إلى كراسي الجلوس المخصصة للرجال حسب الأفته المكتوبة على بابها وولجت بداخلها ، وبدأيت أُناظر في الكراسي الشاغرة ، فوجدت أحد الكراسي وبجانبة فتاة ذات حسن وجمال فأرتميت بجسمي المثقل من التعب بعد طول الأنتظار على الكرسي الملاصق لكرسيها وأصدر الكرسي الذي جلست عليه صوت عطعطة وكان مشتبك مع كرسيها وكرسي أخر بجانبها بواسطة اداة مثبته لها ، فأختل توازن الكرسيين لصالح الكرسي الذي جلست عليه وكادت تقع الواقعة لو لا لطف الله وأستقر الوضع بسلام وأبتسام.