واصل أئمة وخطباء الجوامع في مختلف مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية، التفاعل مع قضايا الوطن؛ في إطار تعميم صادر عن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بتخصيص خطبة الجمعة اليوم عن مخالفي نظاميْ الإقامة والعمل.
وأكد الخطباء، في خطبهم اليوم، وجوبَ التقيد بأنظمة البلاد المتعلقة بكافة شؤونها، ومن ذلك أنظمة الإقامة والعمل؛ لما في ذلك من امتثال لأمر الله جل وعلا بطاعة أولي الأمر، ولما في ذلك من استتباب الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، بفضل من الله تبارك وتعالى.
واستعرض الخطباء فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، التي جاء فيها: بيع الفيز لا يجوز؛ لأن في بيعها كذباً ومخالفة واحتيالاً على أنظمة الدولة، وأكلاً للمال بالباطل، قال الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام} وعلى ذلك فإن ثمن الفيز التي بعتها والنسب التي تأخذها من العمال كسب محرم يجب عليك التخلص منه وإبراء ذمتك منه؛ فما حصلت عليه من ثمن الفيز تنفقه في وجوه البر والخير، من فقراء وإنشاء وبناء مرافق تنفع المسلمين، وأما الأموال التي أخذتها من العمال أنفسهم نسبةً في كل شهر؛ فإنه يجب عليك ردها إليهم إن كانوا موجودين أو تيسر إيصالها إليهم في بلدهم على عناوينهم. وإن تعذر معرفتهم أو إيصالها إليهم فإنك تتصدق بها عنهم؛ لأن هذه النسبة اقتُطعت منهم بغير حق، وبدون عوض، وعليك الاستمرار في التوبة من هذا العمل، وعدم العودة إليه مستقبلاً، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
وتطرّق الأئمة والخطباء إلى أن العامل إذا دخل البلاد بطريقة نظامية وعَمِل من دون مخالفة شرعية ولا نظامية ودون تحايل ولا خداع ولا إضرار بأحد، وقد ترك أهله وأولاده ومن يحب، وجاء إلى بلد غير بلده وأجواء لم يعتدها من قبل، وصبر على ذلك كله؛ فليعلم أن عمله هذا من أعظم العبادات فخروج المرء لكسب الحلال عبادة يُتقرب بها الله جل وعلا.
ودعوا، في ختام خطبهم، إلى التعاون مع الجهات الرقابية لتعقب مخالفي نظام الإقامة والعمل، وعدم التعامل مع المخالفين؛ مشددين على أن ذلك من أوجه التعاون على البر والتقوى، وما يحقق الأمن الذي تنشده كل شعوب العالم، ويسهم في تنظيم مسار وحياة الشعوب لتحقيق مصالحهم وحفظ حقوقهم.
جدير بالذكر أن تخصيص هذه الخطب؛ يأتي مواكبةً للقضايا التي تهم المجتمع والأمن الوطني، وفق سعي الوزارة لتحقيق رؤية المملكة "٢٠٣٠"، وفي إطار توجيهات ومتابعة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الذي يحرص على التفاعل مع قضايا الوطن وكل ما من شأنه الاستقرار والرخاء. https://mobile./3YtSWN