بالرغم من اختلاف تلك الجماعات عن بعضها البعض في الأيدلوجيا والفكر والمرجعية ويصل بهم ذلك أحيانًا كثيرة العداء المعلن إلا أن هناك نقاط التقاء تجمعهم سواء في الطريقة أو في الأسلوب المتبع ناهيك طبعًا عن الأهداف المشتركة سواء المرحلية منها أو النهائية.
ومن تلك الأساليب المشتركة:
*تشويه صورة المجتمع: حرصهم على إظهار سلبيات المجتمع وتضخيمها والانتقاص من كل منجز للوطن لخلق صورة قاتمة عن المجتمع بشكل عام وذلك لبث الاحباط بين افراد المجتمع للتأثير على الروح المعنوية للمجتمع فيصبح الفرد حينها مجرد متلقي لا مفكر.
*إثارة القضايا والتجييش: تعمل تلك الجماعات وبشكل مستمر للحشد لنفسها واستجلاب تأييد جماهيري عبر إثارة عدة مواضيع وقضايا رأي عام لإشاعة الخلاف بين أفراد المجتمع منها:
-التشكيك بإجراءات جهاز الآمن ونزاهة الجهاز القضائي عبر ما يسمى بـ (الاعتقالات).
-قضايا ما يسمى بـ (حقوق المرأة).
-التعريض بالنظام الأساسي للحكم عبر المطالبة بما يسمى بـ (الحقوق المدنية).
ربط ما سبق وضعنا نقاط وشرح موجز لكل نقطة ولكن السؤال لماذا يتم عزل الأفراد وما سلبيات الأمر؟، وما مخاطره؟، كما نعلم أن التطرف والإرهاب جزء من منظومة لمحاربة الدولة وإضعاف المجتمع طمعًا فيما تملكه وكرها لما تمثله.
ربط الفرد بدعاة الفتن ورموزه: يقوم الأبواق وبالاستشهاد برموز الفتنة وبالوسائل المتاحة بتحطيم كل مفاهيم وثوابت الوطن؛ وتغييرها بما يخدمهم و ينتقصون من ولاة الامر وكبار العلماء ويشككون في تاريخ الوطن ومكوناته ومنظومته وذلك باستخدام التصنيف.
وهكذا يصبح الفرد لا يقتنع إلا بما يسمعه من دعاة الفتن وما هو خارج هذا المجتمع لا يستمع له ويراه مجرد كذب وخداع.
ملخص في نهاية مرحلة العزل والمرحلة التمهيدية، ننوه على عدة نقاط:
*القائم بالدور هم أبواق الفتنة والذي سبق توصيفهم.
*تشترك جميع أطراف الفتن بها.
*التركيز في هذه المرحلتين على نفسية الفرد وتشكيكه بكل شيء حوله.
*تعتبر أهم مرحلتين ويكون الخطاب فيها عام وكل المجتمع مستهدف به ويتم الفرز فيهما.
*بوق: وهو من يقوم بالترويج والإعلان حسب تخصصه ويكون نقطة تجمع للمنتمين في المرحلة الثانية والثالثة ومفعل لقضايا الرأي في المرحلة التمهيدية.
*داعي: هذا يقوم بتوجيه الأبواق وملمع لها ومتابع ويكون وضعه إشرافي وهمزة الوصل بين الرمز والبوق وأحيانًا يكون بصفة معلنة وله مكانة اجتماعية ويمكن ان يكون جامع تبرعات أو داعم في الإعلام أو برامج الميديا.
*رمز: هو قمة التخصص ويكون صاحب مكانة اجتماعية أو علم ومعرفة أو مكانة مالية.
آلية العمل بين أفراد هذه المرحلة:
فيما سبق قسمنا التخصصات ومراحل التخصص بإيجاز لنتمكن من شرح التصور العام لهذه المرحلة، طبعًا الانتقال بين المراحل يحتاج مدة قد تكون قصيرة وقد تمتد لسنوات.
بعد تخصص الفرد تقوم الأبواق الأقدم بتلميع الأفضل فيهم عن طريق جميع الوسائل ليكون نقطة تجمع وبوق جديد وإثارة حماس من في المراحل السابقة أيضًا يقوم الرموز والداعين بتلميع الأبواق الأفضل لتصعيدهم إلى المرحلة الأعلى وإبعاد الرقابة الأمنية عنه والاعتماد على بوق جديد.
لذا نلاحظ اختفاء أبواق قديمة وظهور جديدة، الرموز يعتبرون القيادة والحامي والمزكي للداعيين الجدد؛ طبعًا هذا ينطبق على جميع أطراف الفتنة مع اختلاف الأسلوب.
عمل أفراد المرحلة وصفاتهم:
هذه المرحلة يكون الفرد دخل ضمن التنظيم ويعمل بتوجيه ويتم تكليفه بمهام ويتلقى دعم معنوي وأحيانًا دعم مالي وقد تجد صفة مشتركة في أفراد هذه المرحلة حب الشهرة والأضواء وسطحية الطرح والتركيز على أفراد مرحلة الانتماء والعزل لمنعهم من الاستماع لصوت المجتمع والدولة فتجد الكذب والتلون وصناعة قطيع من الإمعات.
سمات عامة للمرحلة وأفرادها:
يعتبر أفراد هذه المرحلة يد طرف الفتنة والتي تقوم بالأعمال ويعود ذلك لأنهم أكثر عدد وأقل شهرة من الرموز ويصعب متابعتهم أمنيًا ويتوزعون على أكثر من وسيلة وهناك تناغم في تبادل الأدوار، إذ تنشط مجموعة ثم تخمل وتنشط أخرى وكما قلنا سابقًا نقاط التجمع هم الأبواق.
يقوم أفراد هذه المجموعة بتكوين رأي عام وهمي مع أطراف أخرى من أطراف الفتن بتنظيم الإشاعة أو تضخيم القضايا مما يجعل أفرادهم في الإعلام يستندون عليهم لتحويل الحدث المصطنع لقضية رأي عام فعلي.
ملخص و ترتيب للأفكار:
أفراد هذه المجموعة يتخصصون في تخصصات محددة وهم يمرون بـ ٣ مراحل.
أفراد هذه المرحلة يعتبرون هم المحركين للمرحلة الثانية والثالثة من مراحل التطرف والإرهاب.
المرحلة غنية بالتفاصيل لذا اكتفينا بخطوط عريضة والتركيز على التخصصات ومراحلها وأهم سماتها ومحركيها والقارئ له البحث والتركيز على من اسميناهن بالأبواق لأهمية دورهم ولعدم شهرتهم وضعفهم الاجتماعي.
*خروج فردي مخالف للأنظمة ومستفز للمجتمع مثل قيادة المرأة وتصويره ونشره بتحدي صارخ.
*بعض التصرفات المخالفة والتعدي على ثوابت الشرع والمجتمع مثل سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والظهور بمظهر أخلاقي نشاز.
*خروج مسيرات طائفية مستفزة للمجتمع والدولة.
الهدف منها حصول صدامات بين القوات الأمنية وأفراد أطراف الفتن أو تصادم بين أفراد المجتمع وأفراد أطراف الفتن بما يحقق الإخلال بالأمن أو خلق فوضى أو خلق ذرائع للتدخل الخارجي.
أعمال العنف:
أعمال العنف لا يقوم بها أطراف الفتن مباشرة بل يقوم بها تنظيمات ظاهرها مستقلة وهي في الحقيقة امتداد لفكر أطراف الفتن وجزء منهم باختصار نسميه الإرهاب.
دعم أطراف الفتنة للتنظيمات:
ذكرنا أن أعمال العنف تتمثل في الإرهاب بطريق تنظيمات قتالية يتم دعمها من أطراف الفتنة، وينقسم الدعم لعدة أقسام:
*توفير المجندين: بزراعة الفكر الضال والتجييش.
*الدعم المالي: عن طريق جمع التبرعات أو الدعم المباشر.
*الدعم المعنوي والتشريعي.
*تضخيم منجزات التنظيمات وخلق أبطال وتلميع رموزها.
*تهيئة الذرائع والمبررات عن طريق الصراعات بين أطراف الفتنة.
من يصنع الإرهاب ومن المستفيد منه:
بمراجعة المراحل السابقة نجد أن أطراف الفتنة هم صانعي الإرهاب بطريق مباشر أو غير مباشر والإرهاب وسيلة من وسائل محاربة الدولة لإسقاطها وأطراف الفتنة متلونين وبينهم مصالح متقاطعة هدفهم النهائي واحد ويختلفون في الأساليب مضمونهم واحد وأغلفتهم مختلفة.
التنظيمات الإرهابية: للإرهاب تنظيمات قتالية من أهمها: "داعش بفروعه، القاعدة بفروعها (أنصار الشريعة، جبهة النصرة)، حزب الله بفروعه، أنصار الله (الحوثيين)".
تساؤلات مشروعة:
هل هذه التنظيمات هي من تقوم بتهيئة الفرد وزرع الفكر الضال أو أطراف الفتنة من تقوم بذلك؟
من أين يتم تمويلهم؟
الإجابة على السؤالين السابقين تحل الكثير من الأشكال، الإرهاب يشبه عمل فني له منتج ومخرج ومؤلف وسيناريو وممثلين وكومبارس وبداية ونهاية وزعها على أطراف الفتنة ومن خلفهم.
ملاحظة: المنتج قد يكون خارج أطراف الفتنة وقد يكون جهة خارجية.
الخاتمة:
اتمنى من الله أنني استطعت تقديم تصور عام وبإيجاز مفيد، وأن تكون الأفكار وصلت بسهولة فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، هذا مجرد اجتهاد من فرد من المجتمع لتحليل مشكلة لإيجاد حلول وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان.