مع ترقب تطبيق الجولة الأولى من العقوبات الأميركية على #إيران غداً، والتي تمنع المتاجرة معها بالذهب والمعادن الثمينة، تسارع طهران لملء خزائنها بالمعدن الأصفر على نحوٍ لم يسبق له مثيل.
قد تتذكرون رضا ضرّاب (Reza Zarrab)، رجل الأعمال الذي يجمع بين الجنسيتين التركية والإيرانية، والذي أُلقي القبض عليه في فلوريدا عام 2016. هذا الرجل كشف لمحققي الـ CIA أسرار الباب الخلفي التركي لمساعدة إيران على التهرب من العقوبات.. عنوان الخطة: #الذهب بدلا من #الدولار.
منذ عام 2010، كانت العقوبات الأميركية تمنع البنوك حول العالم من التعامل مع إيران بالدولار، ولذلك كانت طهران تقبض ثمن النفط والسلع الأخرى التي تبيعها بعملات أخرى، وكانت تفتح حسابات ضمان (escrow) في البلاد التي تستورد منها.
لكن ما حاجة إيران إلى عشرات المليارات من الليرات التركية؟ كانت تلك حسابات ميتة.. هنا لمعت الفكرة.
المليارات المودعة في بنك "خلق" الحكومي التركي، بدأت تحوّل لشراء الذهب بأسماء أشخاص، ثم ينقل الذهب إلى الخارج، حيث تباع وتنقل الدولارات إلى إيران.
حظي ضراب بغطاء مباشر من الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان، الذي تدخل بشكل مباشر لإطلاق سراحه حين ألقى القضاء التركي القبض عليه في العام 2013، ووصف اعتقاله بالمؤامرة. وتلا ذلك حملة تطهير في الجهاز القضائي.
الآن، تعود العقوبات الأميركية بنسخة مشددة، تسد هذه الثغرة، من خلال منع المتاجرة بالذهب والمعادن الثمينة مع إيران. وهذا ما قد يفسر مسارعة طهران لتخزين ما أمكن من المعدن الثمين قبل سريان العقوبات.
فبيانات مجلس الذهب العالمي تظهر أن المشتريات الإيرانية من الذهب تضاعفت ثلاث مرات في الربع الثاني من العام الحالي، لتتجاوز 15 طناً، ولتصل إلى أعلى مستوى في أربع سنوات. وقفزت مشتريات الذهب في النصف الأول إلى 24.5 طن، وهو رقم يزيد عن خمسة أضعاف ما كان عليه قبل عامين.
وهناك سبب آخر للإقبال على الذهب، فالإيرانيون العاديون يسعون لاستبدال عملة بلادهم المنهارة بأي شيء. وعندما يصبح الدولار عزيزاً في أسواق طهران السوداء، يبقى الذهب أفضل البدائل.