المقصود من التعبير بالقطمير ان المشركين كانوا معترفين بأن الأصنام ليسوا خالقين
وإنما كانوا يقولون إن الله تعالى فوض أمور الأرضيات إلى هذه الأصنام
فأخبر الله تعالى أن هذه الأصنام لا تملك شيئاً
ولو كان مثل القشرة الرقيقة للنواة فضلاً عما فوقها
المقصود من التعبير بالفتيل مثل ضربه الله تعالى أن الحساب في الآخرة
حينما يحاسب الله خلقه ويجازي الناس الثواب
مقابل أعمالهم
فلا يكون هناك ظلم ولا ينقصون من الثواب
ولو بمقدار الفتيل الذي يوجد في شق نواة التمر
وكل الآيات التي جاءت فيها كلمة الفتيل
جاءت بهذا المعنى
أي أن الله تعالى لا يظلم هؤلاء الذين يعملون
الصالحات من ثواب عملهم.
المقصود من التعبير بالنقـير «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ
فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً»
ومضمونه أن الله تعالى يوفيهم الحساب
ولو بقدر هذه النقطة المجوفة الصغيرة في نواة التمر
فهذه الألفاظ الثلاثة تضرب مثلاً للشيء الحقير التافه
والمراد أن الله سبحانه وتعالى لا ينقصهم
من الثواب بمقدار هذه الأمور الحقيرة
المعنى الإجمالي المعنى الإجمالي ان غير الله لا يملك شيئاً
ولو بقدر الغشاء الرقيق الذي يوجد على ظهر نواة التمر
وهذه الآيات كلها تؤكد عدم ظلم ربك للعباد
حينما يوفيهم ثوابهم ولو بقدر الخيط الصغير
الذي يوجد في شق التمر
«وما ربك بظلام للعبيد»
«ووفيت كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون».
ومرة وصف الله تعالى حرص الإنسان الشديد
أنه لو كان عنده نصيب من الملك
فلن يؤتي أحداً من الناس ولو شيئاً قليلاً بقدر الثقب
الذي يوجد على ظهر نواة التمر مقابل شقها.
ما أرشدت إليه هذه الآيات التي فيها
النقير والقطمير والفتيل
أولاً الحساب بين الخلائق يوم القيامة يكون موثقاً بالمستندات
وكل إنسان يدعى للحساب بكتابه الذي فيه عمله
والأمر الثاني هو الدعوة للناس بأسمائهم وأسماء آبائهم
للحديث الشريف
«لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان».
وليس هناك فرحة بعد أهوال الحساب
أشد وأغبط للنفس من فرحة تلقّي الكتاب باليمين.
إن الأعمى في الدنيا من كان لا يبصر الحق
ولا يهتدي إلى طريق النجاة
أما من كان في هذه الدنيا أعمى عن الحق
فهو في الآخرة أعمى
«وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ
عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً
مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ»