السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اعضاء وزوار هوامير البورصة
يأتيكم موضوعي هذا بعد ان طغت ثقافة التشنج على الساحة ليس في منتدانا فحسب بل في كثير من المنتديات والتي تحتاج الى وقفة صادقة مع انفسنا نراجع فيها طريقة الحوار والاختلاف فمن الطبيعي
ان تكون هناك مواضيع سياسية ومواضيع اجتماعية
ودينية وطائفية ومن الطبيعي ان يكون هناك حوار تختلف فيه وجهات النظر فالاختلاف بين البشر حقيقة فطرية وقضاء إلهي أزلي مرتبط بالابتلاء والتكليف الذي تقوم عليه خلافة الإنسان في الأرض قال تعالى : " .....لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
ومن خلال قيامي بمهام الاشراف اجد ان هناك مواضيع ذات صبغة علمية وثقافية جيدة ومفيدة تسهم في توعية وتثقيف بعضنا البعض ليس في مناقشة صلب الموضوع فحسب وانما في طريقة تبادل وجهات النظر الحوارية وما تحمله من معاني ادبية ثقافية تثري فكر المتلقي وتظفي جوا من المتعة ثم لا تلبث الا وان تتحول الى ثقافة متشنجة ترفض وتنتقد الرأي الاخر بما تحمله في طياتها من الالوان المختلفة من معاني الكراهية والبغضاء التي تقصي وتهمش وتحتقر وتستهزئ وتتعصب وتتعالي وتتشدق بكل من يخالفها او يعارضها الرأي والفكر
وما يلبث الموضوع حتى يتحول الى ساحة صراع تفسد علينا متعة الاطلاع والمتابعة
ورغم انه يغلبني اليأس إلا من الله في ان يكون حوارنا ادبي وثقافي بلغة التفاهم المبنية على احترام الرأي والرأي الاخر
الا انني لم افقد الامل فيكم اخواني يا من تستشعرون وتتفكرون في قول الله سبحانه وتعالى
( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ) ويا من تخشونه بظهر الغيب
في ان نرقى بطرقة الحوار بيننا مهما اختلفت وجهات النظر
ولكم ان تتخيلوا كم المشاركات في الموضوعات الرياضية التي تشهد على اصحابها ما خطوه ومانطقوه من قول سيئ ومن المشاركات الاخرى التي لا تخلو من الهمز واللمز والقذف وغيرها من كل قول قبيح
ونسي هؤلاء الحديث الذي رواه الترمذي في حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بلسانه ثم قال : ( كفّ عليك هذا ) قال معاذ : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ، فقال :ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار
على وجوههم– أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم او كما قال عليه الصلاة والسلام