عطية ..
ابن السبع وعشرون عاما .. العاطل عن العمل بشهادة بكالوريوس إدارة اعمال منذ ثلاث سنوات ..
لم تسعفه شهادته تلك في الحصول على وظيفه تأمن له مستقبلا جيدا مثل بقيه شباب جيله ..
ظل متمسكا بأمله رغم توالي الايام وذاهب الفرص وانقضاء العمر ..
الا انه كان مستبشرا خيرا في مستقبلا مشرق لنهضه بلد سوف يكون له منها نصيب جميل كما يطمح
استبشر خيرا في حين عرض عليه فتح محل في مجال الاتصالات لكن جهله بأنظمة الاتصالات كانت سبب جوهريا
دون العمل بذلك المجال لأن نسبه المخاطرة المحتملة التي سوف يتعرض لها سوف تكون كبيره جدا حسب ما املته عليه خبرته الدراسية في مجال إدارة الاعمال
كان امله الذي لم ينقطع سبباً في تملكه لمشروعه الاول والاستفادة من مواكبه تطور البلد ونهوضه بأبن البلد
فقد تملك منذ اسبوع واحد دكان صغير اراد ان يحوله الى بقاله صغيره يسترزق منها قوت يومه
ويطبق فيها جل خبرته التعليمية لكي ينهض بها الى الأعلى بشكل مختلف
كان تخطيه مختلف فقد اراد ان يكون ممنهج في تحركاته وقرارته
وان يكون هو ذات البائع وذات المندوب وذات المسوق لكي يخفف عنه بشكل مبدئي التكاليف الإضافية ..
في يومه الاول من عمله قرر ان يذهب الى احد شركات المواد الغذائية لكي يوثق معهم عقد توريد بضاعه لبقالته
عند دخوله لمقر الشركة استقبله موظف الاستقبال ( هندي ) بابتسامه متسامحة بعد ان عرفه بنفسه
ثم ادخله علي مدير قسم المبيعات ( مصري ) الجنسية .. وبعد ان اتفقى على كامل تفاصيل الكمية والنوعية ..
اخذه المندوب الى مدير العقود ( سوري ) الجنسية لكي يوثق العقد ويوقعه ..
ولكي يتم توثيق العقد لابد ان يتم اعتماده من مدير الإدارة ( لبناني ) الجنسية الذي بدوره وقعه على مضض ..
ثم طلبوا منه ان يسلم نسخه من العقد لمدير المستودع لكي يصادق العقد ويقوم بإعطائه البضاعة
بالفعل ذهب سريعا يملاه الفرح والامل الى المستودع لكي يحظى بأولى منتجات بقالته ..
عند وصوله قام بمقابلة مدير المستودع ( سوداني ) الجنسية الذي صادق على العقد وامر سكرتيره ( يمني ) الجنسية لكي يسلم نسخه منه لصادر المستودع ..
طلب منه اليمني ان يدون عنوانه كاملا لكي تصله البضاعة في غضون ساعه واحده ..
هم عطيه من مكانه فرحا والسعادة تملى قلبه وتوجه سريعا الى بقالته في انتظار حضور اول منتجات بقالته
وماهي سوى ساعه حتى وصل السائق عبدالله وبرفقته عامل التحميل مروان ( سعوديي ) الجنسية
استقبلهما بالترحيب والتهليل وقام باكرامهما ومساعدتهما في لتحميل والتنزيل ..
وبمصافحه حاره غادرا الموقع متنين له كامل التوفيق ..
بعد شهر من العمل ..
تم اقفال مشروعه لان مساحته اصغير من المسموح باثنين سنتي فقط بالرغم ان لديه تصريح من البلدية ..