فسبحان من بسط الرزق لهؤلاء وجعل لهم معاشا في هذه البلاد ، وسبحان من قدر الرزق على بعضنا وجعلهم فقراء في بلادهم .
أكرم الله عز وجل المملكة بالنفط وجعلنا على بحر منه ، ولكن في المقابل جعل لكثير من عباده من غير هذه البلاد مستقرا ومقاما ورزقا فيها ، فيتغربون عن أهلهم وبلادهم طالبين أسباب الرزق كما أمرهم الله عز وجل ، فيكدحون ويشقون ويتعبون لينالوا ما قسمه الله لهم . فمن الخطأ أن ننظر بريبة وازدراء وحسد إلى الذين يأكلون قوتهم بعمل أيديهم وبعرق جباههم .
إذا أردنا أن نلوم أحدا فعلينا أن نلوم أنفسنا أولا بتقصيرنا في طلب أسباب الرزق والسعي له ، حيث يقضي الكثير منا لياليه في السهر والاستراحات ثم ينام للظهر مؤثر الراحة والخمول والكسل ، ويشكو بعد ذلك قلة الرزق والضيق والفقر .
أين الخلل ؟
الخلل في المتاجرين بالتأشيرات والمتلاعبين بأنظمة الدولة ، فكل تأشيرة تعني أن فرصة عمل ضاعت على أبنائنا .
الخلل في المتسترين الذين يكفلون العشرات ويفرضون عليهم مبالغ شهرية لتصله في بيته وهو نائم .
الخلل في الذين يفتحون المحلات والمطاعم والبقالات والشركات والمؤسسات والمصانع ....الخ ويسلمونها للأجانب ليصولوا فيها ويجولوا دون أن يكون له أي دور في إيواء شبابنا واستقطابهم والأخذ بأيديهم وتعليمهم وتوجيههم ليعملوا معه ويكونوا عونا له .
الخلل في أصحاب المليارات الأنانيين الذين يؤثرون الربح السريع فلا يؤدون دورهم في خدمة وطنهم وأبناء بلدهم ، بل هدفهم الوحيد تنمية ثرواتهم ونفع أنفسهم .
الخلل في المسؤولين الذين لا يخافون الله ولا يقومون بما كلفوا به وما تحملوه من أمانة ولا يخلصون في أداء أعمالهم .
الخلل في تمسك أبنائنا بالوظائف الحكومية وعزوفهم عن الأعمال المهنية والتجارة ، وإن كان هذا الأمر ليس بخطئهم ، لقلة وجود المؤسسات الحكومية والأهلية التي من المفترض أن تغير هذه النظرة وترعى هؤلاء الشباب وتقدم لهم المساعدة والتوجيه .