((( من صَلُحت بدايته صَلُحت نهايته ))) إن صحة المنطلق هي الأساس في المسار الصواب في الطريق المستقيم، وتبدو صحة المنطلق في استحضار النية وتحقيق الإخلاص والتوجه بالأعمال كلها لله وحده، وطلب الأجر منه وحده وعدم الالتفات إلى الناس.. قال الله تعالى: { ومَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } (البينة: 5). وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ـ رواه مسلم ـ والقاعدة تقول: من صحت بدايته استقامت طريقه وصحت نهايته، ومن فسدت بدايته اعوجت طريقه وساءت نهايته ...!!!! وقال علماؤنا قديماً: (الفترة بعد المجاهدة من فساد الابتداء ) ..!!! إن قلبك هو سر نجاحك، فرتِّبه ولا تترك الفوضى فيه تعوم ,، وكما قيل ( إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك ) ...
((( الهمة والإتقان ))) وبعد النية لا يكون إلا الهمة، وبعد الهمة لا يوجد إلا الإتقان، وإلا كنتَ أثقل ما يكون خطواً ووجدت السراب عند العطش. ولا تترك همتك تدنو من الأرض وفتن الدنيا وشهواتها وملذاتها، فإن نفسك تأبى إلا علواً كشعلة من النار يصوبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعاً . ,, وبعد، فإن الراحة للرجال غفلة كما قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه. وإنه استعلاء ثمنه التعب، وبعد نور القلب لا يكون إلا الجد في الطلب. وبعد أن وضعت وحددت المبدأ الذي تنطلق منه بقوة وعزم، عليك أن تجلس مع نفسك جلسة صدق مع الله تعالى تعيد فيها حساباتك وتقيم بها وضعك وترتب بها حياتك. ما الجديد الذي ستُدخله عليها ..؟ وما التجديد الذي ستقوم به على ما تملك ..؟ أي شيء فيك ستبقي ..؟ وأيها أنت في غير حاجة لة ..؟؟؟